كارثة في الفاشر.. ميليشيا الدعم السريع تحرق الجثث لإخفاء جرائمها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية، إن ميليشا الدعم السريع أقدمت على إغلاق منفذ الساتر الترابي المؤدي إلى منطقة قرني الواقعة في مدينة الفاشر، ما فاقم من عزلة المدينة ومنع حركة المدنيين والإمدادات الإنسانية. 

الميليشيا تحرق جثثًا في موقعين مختلفين 

وأوضح المختبر في تقرير استند إلى تحليل صور أقمار اصطناعية حديثة، أن ميليشيا الدعم السريع أحرقت جثثًا في موقعين مختلفين داخل المدينة، أحدهما في محيط المستشفى السعودي، في محاولة واضحة لإخفاء معالم جرائمها وطمس الأدلة.

وأشار التقرير، إلى أن الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية أظهرت أعمدة دخان كثيفة وبقعًا داكنة تتطابق مع أنماط الحرق المتعمد، وهو ما اعتبره خبراء جامعة ييل مؤشرًا على عمليات إتلاف للجثث بشكل منظم.

وأكد المختبر أن عمليات الحرق هذه ستعقّد أي جهود مستقبلية تهدف إلى إحصاء عدد القتلى أو التعرف على هويات الضحايا وإعادتهم إلى ذويهم لدفنهم بشكل لائق.

وأضاف التقرير أن إغلاق الساتر الترابي – وهو أحد الممرات الترابية الحيوية التي تربط الفاشر بمناطقها الشمالية والغربية – يشير إلى نية الدعم السريع فرض حصار خانق على المدينة ومنع وصول المساعدات الإنسانية أو خروج المدنيين الهاربين من العنف. 

وأوضح أن هذا الإجراء يأتي ضمن سياسة ممنهجة لعزل المدينة وتجويع سكانها واستخدام الحصار كأداة للضغط العسكري والسياسي.

وحذر مختبر جامعة ييل من أن الأنماط الموثقة في الفاشر تتوافق مع جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك إخفاء الأدلة والتلاعب بمواقع الجثث. كما دعا التقرير إلى تحقيق دولي عاجل بإشراف الأمم المتحدة لتوثيق هذه الجرائم وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.

وأكد الباحثون أن الفاشر تشهد منذ شهور تدهورًا إنسانيًا غير مسبوق نتيجة استمرار المعارك، وانقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، وتعرض المستشفيات، مثل المستشفى السعودي، لهجمات متكررة ونهب متعمد من قبل الميليشيا، كما بيّن التقرير أن الصور الفضائية التُقطت في أواخر أكتوبر أظهرت توسعًا في نطاق الدمار والحرق داخل المدينة، ما يعكس تصعيدًا في أعمال العنف ضد المدنيين.

واختتم التقرير بدعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية ما تبقى من السكان في الفاشر، وتقديم الدعم للجهات العاملة في توثيق الانتهاكات، خاصة مع تزايد الأدلة على ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم ضد الإنسانية في شمال دارفور.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق