أهالي تلا يجمعون 650 ألف جنيه في يوم واحد لإنقاذ حياة طفل

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في صورة إنسانية لافتة تعكس قوة الروابط المجتمعية وقدرة التكافل الشعبي على صناعة الأمل، يعيش مركز تلا بمحافظة المنوفية حالة من التعاطف الكبير مع أسرة الطفل “راضي”، البالغ من العمر خمس سنوات، والمقيم بقرية كفر العرب التابعة لدائرة المركز، والذي وُلد مصابًا بفشل كلوي كامل منذ لحظة ميلاده، ليبدأ مع بداية حياته رحلة قاسية مع الألم والأدوية والمتابعة الطبية المستمرة، دون أن يتمكن من ممارسة طفولة طبيعية مثل أقرانه.

وراضي، وفق أسرته وأطراف متابعة للحالة، لا يمكنه الاعتماد على جلسات الغسيل الكلوي لصغر سنه، وهو ما أكده الأطباء المعالجون، الذين أوضحوا أن حالته لا تحتمل جلسات الغسيل، وأن الحل الوحيد لإنقاذ حياته هو إجراء عملية زرع كلية، وهو إجراء يحتاج تجهيزات دقيقة، وفحوصات متعددة، وتكاليف مالية باهظة، تفوق إمكانيات أسرته البسيطة. فالأم ربة منزل لا تعمل، والأب يعمل بنظام اليومية ويحاول قدر المستطاع توفير الدواء ومتطلبات طفله، إلا أن الواقع المادي لا يرحم.

الأمل بدأ يقترب للأسرة حين تدخلت إحدى المؤسسات العلاجية بمساندة الأسرة، وتولت إجراء الفحوصات اللازمة والعلاج المبدئي، تمهيدًا لإجراء العملية داخل مستشفى أبو الريش، على أن تُستكمل باقي الفحوص والتحاليل داخل معهد ناصر. إلا أن الصدمة كانت قاسية حين كشفت التحاليل أن فصيلة دم الطفل تختلف عن جميع أفراد أسرته من الدرجة الأولى، وفق رواية الأم، وهو ما جعل التبرع من داخل العائلة مستحيلًا، بينما تؤكد القواعد المنظمة لعمليات زراعة الأعضاء أن المتبرع يجب أن يكون قريبًا من الدرجة الأولى، الأمر الذي وضع الأسرة في مأزق جديد، وجعلها أمام حل وحيد وهو البحث عن داعمين ماليين لاستكمال تكاليف العملية.

ومن هنا، بدأت حالة إنسانية مؤثرة على أرض الواقع وفي منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحرك أهالي مركز تلا بشكل واسع، وأطلقوا حملة تبرعات خلال ساعات قليلة لإنقاذ حياة الطفل، نجحوا خلالها في جمع 650 ألف جنيه في يوم واحد فقط، في محاولة للوصول إلى التكلفة النهائية للعملية التي قد تقترب من المليون جنيه، وفق تقديرات مقربة من الأسرة.

قصة “راضي” تحولت إلى رسالة إنسانية حقيقية، أكدت أن الخير لا يزال حاضرًا بقوة، وأن مشاعر التضامن في المنوفية أثبتت أن الوجدان المصري قادر على تغيير مصير طفل صغير إذا اجتمعت القلوب على هدف واحد: إنقاذ الحياة. الأسرة الآن تنتظر اللحظة التي يكتمل فيها المبلغ لتبدأ إجراءات العملية، حتى يبقى الأمل ممكنًا، وتعود البسمة لوجه طفل لم يبدأ حياته بعد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق