في بيان حازم يحمل رسالة توعوية بالغة الأهمية، حذرت وزارة الصحة والسكان المواطنين من مخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، مشددة على ضرورة عدم تناولها إلا بناءً على وصفة طبية معتمدة من الطبيب المختص، وليس وفقًا لترشيحات الأصدقاء أو اجتهادات شخصية قد تضر أكثر مما تنفع.
سوء استخدام المضادات الحيوية ومشكلة المقاومة
أكدت وزارة الصحة أن المضادات الحيوية تمثل خط الدفاع الأول في علاج كثير من الأمراض البكتيرية، إلا أن الاستخدام الخاطئ أو المفرط لها أدى إلى تفاقم ظاهرة تعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وهي من أخطر التحديات الصحية في العالم اليوم.
وتحدث هذه المقاومة عندما تصبح البكتيريا قادرة على النجاة من تأثير الأدوية المصممة لقتلها، مما يقلل من فاعلية العلاج ويجعل العدوى أكثر صعوبة في الشفاء.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على حالات فردية، بل تشكل تهديدًا للصحة العامة لأنها قد تؤدي إلى فشل علاجات كانت فعالة في السابق، وتجعل العمليات الجراحية والعلاجات المعقدة أكثر خطورة.
لذا، حثت المواطنين على الالتزام الصارم بتعليمات الأطباء وعدم مشاركة الأدوية أو تناول جرعات دون استشارة مختصين.
تعليمات حول المضادات الحيوية السائلة
وفي سياق توضيحي، أوضحت الوزارة أن بعض المضادات الحيوية الفموية السائلة تُطرح في الأسواق على هيئة مسحوق (بودرة)، وذلك لأن المواد الفعالة فيها لا تبقى مستقرة لفترات طويلة في صورتها السائلة.
لذا يتم تحضيرها عند الاستخدام بإضافة سائل مخصص للإذابة، للحصول على محلول أو معلق يسهل تناوله.
دعوة لتعزيز الوعي المجتمعي
وفي إطار جهودها المستمرة لحماية الصحة العامة، أكدت وزارة الصحة أن مواجهة مشكلة مقاومة المضادات الحيوية تتطلب تعاونًا جماعيًا بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، من خلال نشر الوعي الصحي والتثقيف المجتمعي حول خطورة استخدام الدواء دون إشراف طبي.
كما شددت على أهمية دور الأسرة والمدرسة في ترسيخ مفاهيم السلوك الدوائي السليم لدى الأطفال والشباب، مشيرة إلى أن بناء ثقافة طبية واعية هو السبيل الأمثل لضمان مستقبل صحي خالٍ من الأوبئة والمخاطر الناتجة عن سوء استخدام الأدوية.


















0 تعليق