خلال الساعات التي تلت إعلان فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك الجديد، لم يكن الرجل وحده في دائرة الضوء، بل زوجته الفنانة السورية الأميركية راما دوجي، التي أصبحت حديث الإعلام الأميركي والعربي على حد سواء.
دوجي، المولودة في الولايات المتحدة لأبوين سوريين من دمشق، تعمل في مجال الفنون البصرية والتحريك، وتعرف بأعمالها التي تمزج بين الهوية والانتماء واللجوء الثقافي.
كيف بدأت قصة الحب؟
التقت راما بزهران عبر تطبيق مواعدة قبل أعوام، ليتحول اللقاء إلى زواج جمع بين عالمين مختلفين: الفن والسياسة.
وفي كل ظهور عام، تلفت الأنظار بأناقتها البسيطة وحضورها الهادئ، ما جعلها توصف بأنها "السيدة الأولى غير التقليدية لمدينة نيويورك".
زهران ممداني.. من النضال الشعبي إلى قمة السياسة
وُلد زهران في أوغندا عام 1991 لأبوين من أصول هندية، وانتقل إلى نيويورك طفلاً صغيراً.
قبل دخوله السياسة، عمل مستشاراً للرهون العقارية وساهم في دعم العائلات ذات الدخل المحدود.
بدأ صعوده عام 2021 بعد انتخابه في جمعية ولاية نيويورك، حيث عُرف بمواقفه التقدمية ودفاعه عن العدالة الاجتماعية.
خاض عدة صراعات سياسية مع التيار المحافظ داخل الولاية، خاصة بسبب مواقفه المناهضة للتفرقة العرقية وسياسات الشرطة، قبل أن يفوز أخيراً برئاسة بلدية نيويورك عام 2025 كأول مسلم من أصول هندية يتولى المنصب.
دوجي رمز التنوع الثقافي
يرى مراقبون أن راما دوجي أصبحت رمزاً للتعايش الأميركي الحديث، إذ تجمع بين الجذور العربية والهوية الأميركية.
تعمل حالياً على مشاريع فنية تسلط الضوء على قضايا اللاجئين والفنانين العرب في المهجر، كما رافقت زوجها خلال حملته الانتخابية، لتصبح جزءاً من المشهد العام الداعم لصعوده السياسي.
صراعات السياسة والهوية في نيويورك
منذ دخوله الحياة العامة، واجه ممداني انتقادات عنيفة بسبب مواقفه اليسارية ودعواته لإصلاح النظام الشرطي.
ورغم حملات التشويه التي استهدفته، نجح في حشد تأييد الشباب والمهاجرين والطبقات العاملة، ما مهد طريقه نحو الفوز التاريخي الذي غيّر المشهد السياسي في نيويورك.
قصة ممداني وزوجته السورية ليست مجرد زواج عابر للثقافات، بل رمز لتحول عميق في القيادة الأميركية، حيث تتقاطع جذور الشرق مع طموحات الغرب في مدينة لا تنام.














0 تعليق