كريستيان أيكمان.. الطبيب الذي ربط بين التغذية والصحة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعد كريستيان أيكمان أحد أبرز العلماء في مجال الفسيولوجيا الطبية، إذ أسهم باكتشاف غير مسار الطب الحديث، حين أثبت أن سوء التغذية ونقص بعض الفيتامينات يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة، أبرزها مرض البري بري، وهو الاكتشاف الذي منحه جائزة نوبل في الطب عام 1929.

البدايات والتعليم

ولد كريستيان أيكمان عام 1858 في مدينة نيجكرك بهولندا، ودرس الطب في جامعة أمستردام، حيث تأثر بأساتذته الذين شجعوه على البحث في الأمراض المعدية وأسبابها وبعد تخرجه، التحق بالخدمة الطبية في جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا حاليًا)، وهناك بدأت رحلته العلمية الكبرى.

 

رحلته إلى الشرق واكتشاف البري بري

في أواخر القرن التاسع عشر، كان مرض البري بري ينتشر بشكل واسع بين سكان آسيا، خصوصًا الجنود الذين يعتمدون على الأرز الأبيض كغذاء أساسي، ظن الأطباء في البداية أن المرض ناتج عن عدوى بكتيرية، لكن أيكمان لاحظ أن الدجاج الذي يطعم من بقايا الأرز الأبيض المصقول يصاب بأعراض مماثلة للبري بري البشري، في حين تبقى الدواجن التي تتغذى على الأرز الكامل بصحتها الجيدة.

قادته هذه الملاحظة الثاقبة إلى استنتاج أن السبب ليس عدوى بل نقص في مادة غذائية أساسية موجودة في قشرة الأرز، وهي ما عرف لاحقًا بفيتامين B1 (الثيامين)، الضروري لعمل الجهاز العصبي والعضلات والتمثيل الغذائي.

أثر اكتشافه في الطب الحديث

أحدث اكتشاف كريستيان أيكمان نقلة نوعية في فهم العلاقة بين الغذاء والصحة، إذ أصبح أول دليل علمي على أن نقص الفيتامينات يمكن أن يسبب أمراضًا محددة. فتح ذلك الباب أمام علم جديد يعرف بـعلم التغذية السريرية، وأسهم في تحسين الأنظمة الغذائية في جميع أنحاء العالم.

جائزة نوبل والاعتراف الدولي

في عام 1929، تقاسم أيكمان جائزة نوبل في الطب مع الطبيب البريطاني السير فريدريك غاولاند هوبكنز، تكريمًا لاكتشافاتهما في مجال الفيتامينات وتأثيرها الحيوي في الجسم، اعتبر هذا التكريم اعترافًا بفضل أيكمان في إنقاذ ملايين الأرواح من أمراض نقص العناصر الغذائية.

رحل كريستيان أيكمان عام 1930، لكن إرثه العلمي ما زال حاضرًا بقوة في الطب الوقائي والتغذية الحديثة، لقد أثبت أن العلاج لا يكون فقط في الأدوية، بل في الغذاء المتوازن الذي يحتوي على العناصر الحيوية اللازمة للجسم.

كان أيكمان بحق عالمًا ربط بين الطب والحياة اليومية، وأثبت أن الصحة تبدأ من المائدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق