شهدت الانتخابات المحلية في الولايات المتحدة، موجة زرقاء اكتسحت الساحل الشرقي؛ إذ حقق الحزب الديمقراطي فوزًا واسعًا على الجمهوريين في مشهد وصفته شبكة "CNN" بأنه توبيخ واضح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد مرور عام على ولايته الثانية.
ففي فرجينيا، فازت النائبة السابقة أبيجيل سبانبرجر بأقوى أداء ديمقراطي في تاريخ الولاية الحديث، بينما قضت النائبة ميكي شيريل في نيوجيرسي على التحالف الجمهوري المدعوم من ترامب، لكن الحدث الأبرز جاء من نيويورك، حيث انتصر الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني في سباق حاكم الولاية، متغلبًا على الحاكم السابق أندرو كومو الذي ترشح كمستقل مدعوم من ترامب، ليصبح فوزه الثاني على كومو خلال عام واحد بعد أن أطاح به أولًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
ثمار الغضب الشعبي في أمريكا
وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز لشبكة "CNN" من حفل فوز ممداني:"إنها ليست رسالة للديمقراطيين فحسب، بل رسالةلأمريكا بأكملها، الأمريكيون يشعرون بالفزع ما يرونه من هذه الإدارة".
وترى "CNN" أن الديمقراطيين ما زالوا يجنون ثمار الغضب الشعبي من سياساته، وأن أداءهم المتفوق في الانتخابات غير الرئاسية منذ عام 2017 بات سمة ثابتة.
وتختم الشبكة تقريرها بالإشارة إلى أن "فوز ممداني ليس حدثًا محليًا فحسب، بل مؤشر على اتجاه وطني جديد يضع الديمقراطيين في موقع هجومي قبيل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، ويمهد لسباق رئاسي محتدم في 2028".
وأشار "نيويورك تايمز" إلى أن الديمقراطيين خرجوا بأعداد "غير مسبوقة" تعبيرًا عن غضبهم من سياسات ترامب، فحققوا انتصارات في ولايات فرجينيا ونيوجيرسي وكاليفورنيا وبنسلفانيا، إلى جانب تقدمهم في جورجيا.
واعتبرت الصحيفة أن هذه النتائج تمثل "طوق نجاة للحزب الديمقراطي بعد عام من التراجع"، وتمهد لمعركة سياسية حادة تمتد حتى انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
كما أشارت إلى أن فوز ممداني في نيويورك يعد "رمزًا لتحول المزاج الشعبي"، إذ ركز الديمقراطيون في حملاتهم على قضايا معيشية مثل القدرة على تحمل التكاليف، ووجهوا انتقادات حادة لأداء ترامب.
وفي كاليفورنيا، عزز الحاكم جافين نيوسوم مكانته الوطنية بفوزه في اقتراع لإعادة رسم الدوائر الانتخابية لصالح الديمقراطيين، داعيًا حكام الولايات الأخرى إلى تبني نهج مماثل "لمواجهة هيمنة ترامب السياسية".
0 تعليق