المتحف المصري الكبير.. رحلة بصرية تحكي قصة حضارة لا تموت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشكل المتحف المصري الكبير أحد أبرز الإنجازات الثقافية التي تشهدها مصر في العصر الحديث، حيث يضم بين جدرانه كنوزًا أثرية نادرة تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى الحقبة اليونانية والرومانية، ليقدم بانوراما متكاملة لمسيرة الإنسان المصري منذ فجر الحضارة وحتى أوج مجدها.

bc9b4f5ebf.jpg

أبرز الكنوز في المتحف المصري:

 ومن أبرز ما يتفرد به المتحف احتواؤه على مركبي الملك خوفو، وهما من أطول وأندر القطع الخشبية في العالم، إذ يبلغ طول كل منهما نحو 42.3 مترًا، إضافة إلى خبيئة العساسيف الشهيرة التي تُعرض لأول مرة كاملة بعد عملية ترميم دقيقة نفذها خبراء مصريون.

b9eec9ad1f.jpg

وأوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن كل قطعة داخل المتحف تحكي فصلًا من فصول التاريخ المصري القديم، وتكشف عن تفاصيل الحياة اليومية للمصريين القدماء من عادات ومعتقدات وأساليب معيشة. وقال: “من الصعب تفضيل قطعة على أخرى، فكل زائر يرى التاريخ بعينه الخاصة، لكن يمكنني القول إن جميع المعروضات تستحق التأمل لما تحمله من رموز ومعانٍ حضارية عميقة”.

ccaf0dbf8e.jpg

وأشار غنيم إلى أن قناع الملك توت عنخ آمون يُعد أيقونة المتحف وأحد أكثر القطع الأثرية جذبًا للزوار حول العالم، مؤكدًا أن القاعات المخصصة له تحوي أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، من بينها التابوت الذهبي والعجلات الحربية ومجموعة من المجوهرات النادرة التي تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.

36.webp

ويضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسية، تحاكي تطور الحضارة المصرية من خلال محورين: الأول زمني يوثق تعاقب العصور، والثاني موضوعي يروي ملامح المجتمع والمعتقدات والملكية، لتمنح الزائر تجربة سردية فريدة تدمج بين المعرفة والجمال البصري.

وأكد الدكتور غنيم أن المتحف ليس مجرد صرح أثري، بل هو مشروع ثقافي متكامل يمثل هدية مصر للعالم كما وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الأعمال الإنشائية انتهت بنسبة 100%، وجميع القطع وُضعت في أماكن عرضها النهائية، بما فيها مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون.

37.webp

وأوضح أن مومياء الملك الشاب ستبقى في مقبرته الأصلية بوادي الملوك بالأقصر حفاظًا على خصوصية الموقع التاريخي ودعمًا للحركة السياحية هناك.

وقد شهد السبت الموافق 1 نوفمبر 2025 افتتاح المتحف رسميًا بحضور عدد كبير من قادة ورؤساء العالم، لتظهر قاعة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 .

ويُعد المتحف المصري الكبير الأكبر من نوعه عالميًا من حيث المساحة، والأضخم المكرّس لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة، ليصبح بمثابة مرآة حيّة تعكس عبقرية المصريين في فنون العمارة والفكر والإبداع الإنساني.

6b5524ee19.jpg

أبرز القطع النادرة التي تُعرض لأول مرة

بالتزامن مع الافتتاح التاريخي، كشف المتحف عن مجموعة فريدة من الآثار النادرة التي لم تُعرض من قبل، لتمنح الزائر فرصة فريدة للتجول في أعماق التاريخ المصري:

1. المسلة المعلّقة
تقع في ساحة الترحيب الرئيسية، وتُعد أول مسلة من نوعها في العالم، حيث تبدو وكأنها معلقة في الهواء، لتشكّل تحفة هندسية تدهش الزوار منذ اللحظة الأولى.

2. التابوت المذهب الكبير للملك توت عنخ آمون
قطعة فنية خالدة تمثل ذروة الإبداع في فنون الدفن الملكي، وقد نُقلت من الأقصر بعد ترميم استمر أعوامًا تحت إشراف وزارة السياحة والآثار المصرية.

3e27f4d977.jpg

3. الأجنة الملكية لبنات توت عنخ آمون
للمرة الأولى منذ اكتشاف المقبرة، تُعرض الأجنة الملكية للملك الشاب، أحدهما في الشهر السابع والآخر في الخامس من الحمل، داخل عرض علمي يوثق الطقوس الجنائزية للعائلة الملكية.

4. الدروع الجلدية الملكية
نماذج نادرة من دروع الملوك استخدمت في المعارك، وتُعرض بعد عمليات ترميم دقيقة أبرزت مهارة المصريين في الحرف العسكرية القديمة.

5. القلادة النباتية الذهبية
قطعة فنية تمثل العلاقة بين الملوك والطبيعة، تجمع بين الجمال الفني والدلالة الرمزية، وتُعرض لأول مرة ضمن المجموعة الملكية.

6. القناع الذهبي لتوت عنخ آمون
أيقونة خالدة لا يمكن لأي متحف مصري أن يخلو منها، يُعرض بتقنيات عرض رقمية متطورة تمنح المشاهد تجربة بصرية مذهلة.

7. تمثال رمسيس الثاني
يستقبل الزوار في البهو العظيم بارتفاع يتجاوز 11 مترًا ووزن يقارب 83 طنًا، وهو منحوت من الجرانيت الوردي بدقة تبرز القوة والعظمة الملكية.

8. فأس حجرية من عصور ما قبل التاريخ
قطعة نادرة عمرها أكثر من 700 ألف عام، اكتُشفت في صحراء العباسية، وتُعد من أقدم الأدوات الحجرية المعروفة في مصر.

9. بردية وزيري
واحدة من أطول البرديات المصرية القديمة، يبلغ طولها 16 مترًا، وتُعرض لأول مرة كاملة بعد اكتشافها على يد بعثة أثرية مصرية.

10. مراكب الملك خوفو
يعرض المتحف مركبي خوفو في مبنى مخصص لهما، وهما من أقدم النماذج المعمارية التي تكشف عن براعة المصريين في تصميم المراكب الملكية منذ آلاف السنين.

4c3bd7d47c.jpg

ويقود الزائر إلى قلب هذا الإبداع الدرج العظيم، الذي يرتفع لأكثر من 36 مترًا ويضم نحو 60 قطعة أثرية ضخمة، تحكي قصة الحضارة المصرية من خلال مجسمات الملوك والآلهة والرموز المقدسة.

بهذه المجموعة المذهلة من الكنوز الأثرية، يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه ليُعيد كتابة التاريخ بأسلوب معاصر، جامعًا بين الماضي المجيد والحاضر المشرق، وليؤكد أن الحضارة المصرية لا تزال تنبض بالحياة في وجدان العالم كله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق