في مشهد طال انتظاره، شهد المتحف المصري الكبير أمس تدفق آلاف الزوار لمتابعة العرض الأول لمجموعة الملك توت عنخ آمون الذهبية، في لحظة وصفت بأنها “الحدث الأثري الأبرز في القرن الحادي والعشرين”.
جاء ذلك بعد الاحتفال الكبير الذي أقيم في القاهرة مساء السبت، بمناسبة افتتاح المتحف الضخم الذي يضم ما يزيد على مئة ألف قطعة أثرية توثق عظمة الحضارة المصرية القديمة على مدار آلاف السنين.

وتُعرض مقتنيات الفرعون الذهبي للمرة الأولى مجتمعة في قاعة واحدة منذ اكتشاف مقبرته المدهشة بوادي الملوك في الأقصر قبل أكثر من مئة عام. ويقف القناع الذهبي الشهير لتوت عنخ آمون في قلب قاعة واسعة يغمرها ضوء خافت يمنح الزوار إحساسًا مهيبًا بالزمن، تحيط به كنوز مذهبة وأدوات ملكية وتماثيل جنائزية دقيقة الصنع تروي تفاصيل حياة الملك الشاب ورحلته في العالم الآخر.

ويُذكر أن توت عنخ آمون، الذي اعتلى العرش في سن العاشرة، توفي وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره عام 1324 قبل الميلاد، بعد حكم استمر تسعة أعوام فقط. وبعد عقود من الجدل حول ملابسات وفاته الغامضة، حسمت دراسات علمية حديثة أُجريت في مطلع القرن الحادي والعشرين الجدل، مرجحةً أن الملاريا المصحوبة بضعف في العظام كانت السبب الرئيسي وراء وفاته المبكرة.

بهذا العرض التاريخي، يفتح المتحف المصري الكبير صفحة جديدة في تاريخ الآثار المصرية، جامعًا بين عبق الماضي وروعة الحاضر في تجربة استثنائية تجذب أنظار العالم بأسره.












0 تعليق