"الأزبكية تعود للحياة".. كيف تعيد وزارة الثقافة رسم ملامح القاهرة الخديوية؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد حديقة الأزبكية التراثية، أحد أبرز معالم القاهرة التاريخية، أعمال تطوير شاملة ضمن خطة وزارة الثقافة لإحياء القاهرة الخديوية واستعادة رونقها القديم، لتتحول الحديقة إلى منطقة ثقافية ترفيهية متكاملة تضم "البحيرة، الكافتيريا، المطعم، الأسوار" وغيرها من المكونات التي تعيد إليها الحياة من جديد.

تأتي أعمال التطوير في إطار خطة متكاملة لإعادة إحياء حديقة الأزبكية بالتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الإسكان ومحافظة القاهرة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، حيث لا يقتصر المشروع على تجميل الحديقة فحسب، بل يمتد إلى إحياء مواقعها التراثية والحفاظ على الطابع التاريخي للمكان، ليعود إلى الحياة كواحد من أبرز رموز القاهرة الخديوية.

مشروع تطوير شامل للقاهرة الخديوية

وبحسب المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، فإن مشروع تطوير حديقة الأزبكية يُعد أحد أهم مشروعات إحياء التراث العمراني في القاهرة، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ وفق خطة متكاملة تراعي الحفاظ على الطابع التاريخي للحديقة مع إعادة توظيفها بما يضمن استدامتها كفضاء ثقافي مفتوح ومتنفس حضاري لأهالي القاهرة وزائريها.

وتشمل خطة التطوير إعادة تنظيم سور الأزبكية الشهير للكتب داخل الحديقة في صورة حضارية متناسقة تليق بقيمته الثقافية والتاريخية، ليصبح نقطة جذب ثقافي ومتنفسًا للقراء والمهتمين بالثقافة والفنون.

كما شملت أعمال التطوير ترميم النافورة التاريخية بالحديقة، وهي من أقدم النوافير في مصر، إلى جانب إحياء كشك الموسيقى الذي كان يحتضن في الماضي حفلات موسيقية وغنائية، كما شهد مسرح الحديقة عروضًا لعدد من كبار الفنانين، من بينهم السيدة أم كلثوم خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

حديقة الأزبكية.. تاريخ من الجمال والتراث

يرجع اسم الحديقة إلى الأمير أزبك الذي حفر مجرى من الخليج الناصري ليوصل الماء من النيل إلى أرض الأزبكية، وفي عهد الخديوي إسماعيل، كُلِّف المهندس الفرنسي هوسمان بتصميمها، وأسند التخطيط إلى المهندس بارلي ديشان.

وتم ردم بركة الأزبكية عام 1864، وبدأ إنشاء الحديقة عام 1867، وافتُتحت عام 1872 بمساحة بلغت 20 فدانًا قبل أن تقتطع أجزاء منها لاحقًا لبناء سنترال الأوبرا والمسرح القومي ومداخل ومخارج مترو الأنفاق، لتصبح مساحتها الحالية نحو 10 أفدنة.

وتتوسط الحديقة نافورة رخامية، وفي جهتها الغربية توجد بقايا الصخرة ذات الكهوف التي رُدمت لاحقًا وتحولت إلى حديقة للنباتات العصارية والشوكية، لتبقى الأزبكية شاهدًا على تطور فنون العمارة والبستنة في مصر منذ القرن التاسع عشر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق