لم تُزل ولم تُعلق بعد.. ما القصة الحقيقية وراء لوحة "عاش هنا" بالإيموبيليا؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انتشرت خلال الساعات القليلة الماضية أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بإزالة لوحة "عاش هنا" التي تحمل أسماء الفنانين الذين سكنوا عمارة الإيموبيليا بشارع شريف في وسط القاهرة، كذلك لافتة تخص الفنان نجيب الريحاني، ما أثار حالة من الجدل، باعتبار أن هذه العمارة تمثل ذاكرة فنية وتاريخية عاش بها عدد من كبار رموز الفن المصري.

نفي رسمي من جهاز التنسيق الحضاري

وبالتواصل مع المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، الذي يتبنى مشروع "عاش هنا" لتخليد رموز مصر في مختلف المجالات، نفى ما تردد جملة وتفصيلا، مؤكدًا أن الجهاز لم يضع بعد أي لوحات تخص سكان عمارة الإيموبيليا.

وقال "أبو سعدة" لـ"الدستور" إن الجهاز لا يختص بإزالة اللافتات أو التعامل مع أي إشكالات خاصة بها، موضحًا أن العمل على توثيق رموز العمارة ما زال جاريا ضمن خطة تشمل جمع المعلومات التاريخية الكاملة عن كل فنان عاش أو عمل فيها.

وأضاف: الأمر غير صحيح، نحن لم نضع بعد لوحات "عاش هنا" على عمارة الإيموبيليا، لأن عدد من سكنوا بها أو كانت لهم مكاتب فيها كبير، وما زلنا نحصر الأسماء ونجمع المعلومات اللازمة تمهيدًا لإعداد لوحة مجمعة تخلّدهم جميعًا، موضحا أن لجنة متخصصة من الجهاز تتولى مراجعة المعلومات التاريخية لكل شخصية، وتشمل الأسماء الكاملة وتواريخ الميلاد والوفاة، إلى جانب صور وأعمال فنية لكل رمز من رموز العمارة.

"الهرم الرابع" في قلب القاهرة

تعد عمارة الإيموبيليا من أضخم وأشهر العمارات السكنية في مصر، إذ شُيّدت في ثلاثينيات القرن الماضي، واعتُبرت عند بنائها نموذجًا معماريًا فريدًا بتصميمها الانسيابي الخالي من الزخارف الكلاسيكية التي كانت سائدة آنذاك، حتى أُطلق عليها "الهرم الرابع".

أسستها شركة الإيموبيليا في أبريل 1937، وشارك في بنائها تسعة من كبار رجال الاقتصاد والمجتمع، أبرزهم أحمد عبود باشا، ومحمد محمود خليل رئيس مجلس الشيوخ حينها، والبارون لويس دي تنوا، إضافة إلى رجلي الأعمال اليهوديين هنري موصيري وهنري ناعوز صاحب شركة ناعوز للسياحة.

كانت المفوضية الفرنسية تشغل أرض العمارة سابقًا، وتبلغ مساحتها نحو 5444 مترًا مربعًا. صُمّمت العمارة بناءً على مسابقة معمارية تقدّم إليها 13 متسابقًا، وفاز بها المعماريان ماكس أدرعي وجاستون روسيو بالجائزة الأولى وقيمتها 600 جنيه، فيما فاز بالجائزة الثانية المهندس أنطوان نحاس.

عمارة الإيموبيليا.. تحفة معمارية ونظام حديث

العمارة تتألف من جناحين؛ الأول من 13 طابقًا والثاني من 11، وتضم 370 شقة، وكانت تحتوي عند إنشائها على 27 مصعدًا خُصصت للسكان والخدم والأثاث، إضافة إلى أول جراج تحت الأرض في مصر يسع نحو 100 سيارة، ونظام تدفئة مركزية، ومواسير لحرق القمامة تُنظف دوريًا بسيارات الإطفاء.

كما احتوت الإيموبيليا على نادي الطيران المصري، ونادي للإنجليز، وقنصلية آيسلندا، وعيادات لأشهر أطباء القاهرة، من بينهم الطبيب عبود استشاري الرمد الذي كانت تتردد عليه كوكب الشرق أم كلثوم.
ذاكرة الفن والمشاهير

عاشت في الإيموبيليا نخبة من أبرز الفنانين والمثقفين المصريين والعرب، منهم أنور وجدي، محمد عبدالوهاب، ماجدة الصباحي، أسمهان، صباح، محمد فوزي، نجيب الريحاني، توفيق الحكيم، ليلى مراد، فكري أباظة، كاميليا، هنري بركات، أحمد سالم، حلمي حليم، وأسياد نمر، وغيرهم ممن صنعوا مجد الفن المصري في القرن العشرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق