استمرار مأساة الفاشر.. آلاف النازحين في مدينة الدبة بلا مأوى

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت مدينة الدبة بالولاية الشمالية في شمال السودان وضعًا إنسانيًا متفاقمًا بعد تدفق آلاف النازحين الفارين من المعارك الدامية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث يعيش معظمهم في العراء وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية والمأوى، مما ينذر بكارثة إنسانية جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عام ونصف.

وبحسب مصادر محلية، فإن موجات النزوح الأخيرة جاءت نتيجة تصاعد أعمال العنف في الفاشر، التي تحولت إلى مركز للعمليات العسكرية في إقليم دارفور، مما دفع أعدادًا كبيرة من المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى الهروب شمالًا بحثًا عن الأمان، وفق صحيفة سودان تريبيون. 

مئات الأسر يفترشون الأرض دون خيام ومأوى 

إلا أن وصولهم إلى مدينة الدبة لم يضع حدًا لمعاناتهم، حيث تفترش مئات الأسر الأرض في العراء دون خيام أو مأوى، ويعتمدون على مساعدات محدودة يقدمها الأهالي والمنظمات المحلية.

وقال أحد المتطوعين العاملين في لجان الإغاثة بالمنطقة، إن الوضع الإنساني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم بسبب محدودية الإمكانيات وغياب الدعم المركزي، مشيرًا إلى أن "النازحين يعيشون في ظروف قاسية للغاية، ولا توجد مياه صالحة للشرب أو خدمات طبية كافية، فيما تنتشر أمراض الإسهال والملاريا بين الأطفال".

وأكدت الصحيفة، أن الطاقة الاستيعابية لمدينة الدبة باتت غير كافية لاستقبال الأعداد المتزايدة من النازحين، خصوصًا مع استمرار تدفق الوافدين من مناطق جديدة في شمال وغرب دارفور.

كما أشار ناشطون، إلى أن الوضع الحالي يهدد بانهيار الخدمات الأساسية في المدينة، التي تواجه أصلًا تحديات اقتصادية ومعيشية حادة نتيجة الحرب.

وطالب مسؤولون محليون الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بسرعة التدخل لتوفير الإيواء والغذاء والرعاية الصحية العاجلة للنازحين، مؤكدين أن الوضع تجاوز قدرات السلطات المحلية على التعامل معه، كما دعوا الحكومة السودانية إلى وضع خطة عاجلة لإعادة توطين المتضررين وتسهيل إيصال المساعدات عبر ممرات إنسانية آمنة.

من جانبها، عبرت منظمات حقوقية عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في شمال السودان، محذّرة من أن استمرار النزوح دون تدخل فوري سيؤدي إلى مأساة إنسانية يصعب احتواؤها.

وتشير التقديرات إلى أن الحرب في السودان تسببت في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، فيما أصبحت مدن مثل الدبة والولاية الشمالية عمومًا ملاذًا مؤقتًا لعشرات الآلاف من الفارين من أهوال الصراع في دارفور.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق