طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة بالانفتاح على تسليم بلاده أسلحة بعيدة المدى، مؤكداً أن النصر في الحرب ضد روسيا لن يتحقق ما لم تحصل كييف على قدرات تمكنها من ضرب الأهداف البعيدة داخل الأراضي الروسية.
تصريحات زيلينسكي جاءت في وقت تشهد فيه الجبهات الأوكرانية تصعيداً جديداً، وسط مخاوف غربية من أن يؤدي تزويد كييف بهذه الأسلحة إلى توسيع رقعة الصراع مع موسكو.
زيلينسكي يحذر من إرهاق الدعم ويطالب بخطوة نوعية
أكد زيلينسكي أن الدعم الغربي لأوكرانيا ما زال دون المستوى المطلوب لتحقيق “ردع حقيقي” أمام الهجمات الروسية.
وقال في مقابلة بثتها وسائل إعلام غربية إن بلاده “تحتاج من الولايات المتحدة الانفتاح على تسليمنا أسلحة بعيدة المدى”، مشيراً إلى أن الحرب دخلت مرحلة تتطلب “قرارات جريئة لا بيانات تضامن فقط”.
وأوضح أن أوكرانيا قادرة على استخدام هذه الأسلحة “بدقة ومسؤولية” لاستهداف مواقع عسكرية روسية تشكل تهديداً مباشراً للأمن الأوكراني، محذراً من أن التأخير في تسليمها “يعطي موسكو مزيداً من الوقت لتوسيع نفوذها الميداني”.
تردد أميركي خشية التصعيد مع موسكو
الإدارة الأميركية لا تزال حذرة من تزويد كييف بصواريخ طويلة المدى يمكن استخدامها داخل الأراضي الروسية.
مسؤولون في واشنطن أشاروا إلى أن السماح بذلك قد يؤدي إلى “تصعيد غير محسوب” مع موسكو، ويعرّض حلف شمال الأطلسي (الناتو) لخطر الانخراط المباشر في المواجهة.
ورغم موافقة واشنطن على إرسال أنظمة دفاع متطورة خلال الأشهر الماضية، إلا أنها تضع “خطوطاً حمراء” تمنع استخدامها لضرب أهداف خارج الأراضي الأوكرانية، وهو ما تعتبره كييف “تقييداً يفرغ المساعدة من مضمونها”.
رهانات المرحلة المقبلة
يرى محللون أن مطلب زيلينسكي يشكل اختباراً جديداً للعلاقة بين كييف وواشنطن، إذ بات واضحاً أن أوكرانيا تسعى لتغيير موازين القوة بعد عامين من الحرب المرهقة.
ويرجح الخبراء أن قرار الولايات المتحدة بشأن الأسلحة بعيدة المدى سيحدد ملامح المرحلة المقبلة من الصراع، إما نحو تسوية سياسية، أو تصعيد واسع قد يمتد إلى ما وراء الحدود الأوكرانية.
كما أن الاستجابة الأميركية المحتملة ستؤثر على موقف الحلفاء الأوروبيين، الذين يراقبون التطورات بحذر بين رغبة في دعم كييف ومخاوف من انفجار مواجهة شاملة مع روسيا.
انتصار ميداني
تصريحات زيلينسكي الأخيرة تحمل نغمة ضغط واضحة على واشنطن، في وقت يحتاج فيه الرئيس الأوكراني إلى انتصار ميداني يعيد الزخم إلى صفوف جيشه وداعميه.
وبين دعوات “الانفتاح” ومخاوف التصعيد، يبدو أن مستقبل الحرب سيُحسم بمدى استعداد الولايات المتحدة لتجاوز حدود الدعم التقليدي، نحو تسليحٍ يطيل المدى… وقد يطيل أمد الحرب أيضاً.











0 تعليق