عالم أمريكي لـ"الدستور": المتحف المصري الكبير أعظم مكان لجمع وعرض التاريخ القديم (حوار)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال “جون كولمان دارنيل”، أستاذ علم المصريات في جامعة ييل الامريكية، إن مصر تعد مستودع لأسمى لكنوز أعظم حضارات الأرض القديمة مشيرا إلى أن كثرة القطع المعروضة في المتحف المصري الكبير، والمرافق المرتبطة بها، ستجعله محورًا رئيسيًا للسياحة والبحث.

وأوضح دارنيل لـ "الدستور"، أن وجود القطع الأثرية وخاصة قطع وتماثيل الدولة القديمة على مقربة من أماكن عرضها الأصلية سيُضفي على الزوار تجربة مميزة، وإلى نص الحوار:

كيف ترى أهمية افتتاح المتحف  المصري الكبير؟

يُعدّ المتحف المصري الكبير صرحًا تذكاريًا قائمًا بذاته، وهو أعظم مستودع منفرد لجمع وعرض التاريخ القديم لأي ثقافة أو أمة.

في الوقت نفسه، لا يُغني المتحف المصري الكبير عن المتحف المصري في ميدان التحرير، بل يُعزز هذه المؤسسة العريقة المحبوبة - فالمعروضات الشيقة في متحف التحرير تُتيح عرض مواد لم تُعرض من قبل بالتفصيل، مع تصنيفات وافية. 
ويعرض المتحف المصري الكبير ومتحف التحرير، إلى جانب المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من الفسطاط ومدينة القاهرة القديمة، ومجموعات أخرى مثل المتحف القبطي، مجموعة مذهلة من الآثار، مما يجعل القاهرة مستودعًا أسمى لكنوز أعظم حضارات الأرض القديمة.

كيف ترى دور المتحف في إعادة تعريف صورة مصر القديمة ومكانتها في الحاضر؟

كثرة القطع المعروضة في المتحف المصري الكبير، والمرافق المرتبطة بها، ستجعله محورًا رئيسيًا للسياحة والبحث. ولا شك أن مساحة الآثار وطريقة عرضها ستساهم في تقديم تجربة أكثر عمقًا لجميع الزوار، مما سيؤدي إلى فهم وتقدير أعمق وأشمل لمصر القديمة.

برأيك ما أبرز القطع الأثرية أو المعروضات التي تعتقد أنها ستكون "معلم جذب" رئيسي؟

لا شك أن كنوز مقبرة توت عنخ آمون، التي تستحق الشهرة، ستكون محط أنظار العديد من الزوار. ومع ذلك، فإن قوارب خوفو، أقدم الأمثلة الباقية على العمارة البحرية الحقيقية، قد تكون الأكثر إثارة للإعجاب، من حيث ما تدل عليه من براعة هندسية وحس جمالي لدى قدماء المصريين.

كيف تُقيّم العلاقة بين موقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة وتجربة الزائر؟

وجود القطع الأثرية - وخاصةً قطع وتماثيل الدولة القديمة - على مقربة من أماكن عرضها الأصلية سيُضفي على الزوار تجربةً مميزة. إذ يُمكن الآن تجربة عظمة العمارة الملحمية الحقيقية وتفاصيل المجوهرات الدقيقة، وأثاث الملكة حتب حرس الرائع، والعديد من الكنوز الأخرى، جنبًا إلى جنب افتراضيًا.

من منظور معماري وتصميمي: ما الذي يُميّز تصميم المتحف من حيث استيعاب آلاف القطع الأثرية وعرضها؟

لا شكّ في أن الأقسام الثلاثة الرئيسية للمتحف تُتيح تجربةً شيّقة، ومن المُرجّح أن يرغب العديد من الزوار في قضاء يومٍ في كلٍّ من هذه الأقسام الرئيسية. يتميز القسم المُخصّص لعرض التاريخ والثقافة المصرية القديمة بتصميمٍ فريد: حيث تتدرّج المعروضات زمنيًا مع صعود الدرجات والمعارض المرتفعة؛ ضمن هذا التدرج الزمني، تنقسم كل فترة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، جنبًا إلى جنب: التاريخ، والدين، والمجتمع. هذا يعني أنه يمكن للزائر دراسة كل موضوع بترتيب زمني، أو دراسة الجوانب الثلاثة للفترة الزمنية نفسها.

هل هناك قصة أو بحث أثري داخل المتحف تعتقد أنه لم يُروَ بشكل كافٍ في الماضي؟

هناك العديد من القصص التي يمكن سردها عن مصر القديمة. إحدى هذه القصص المهمة، والتي نراها مُمثلة بشكل جيد في المتحف المصري الكبير - والتي آمل أن تتوسع في المستقبل - هي تطور ما نسميه "مصر الفرعونية" خلال عصر ما قبل الأسرات المتأخر وعصر ما قبل الأسرات في صعيد مصر.

كيف يمكن للمتحف أن يُسهم في تنمية الاقتصاد المصري؟

لا شك أن العديد من السياح قد أرجأوا رحلاتهم إلى مصر حتى افتتاح المتحف المصري الكبير (وقد ذكر لي العديد من الأشخاص هذا)، لن يكون المتحف المصري الكبير بحد ذاته معلمًا سياحيًا رائعًا فحسب، بل ستجذب المعارض الجديدة التي تُفتتح حاليًا في قاعات متحف التحرير زوارًا متكررين إلى مصر بالتأكيد. ومن شأن توزيع المجموعات على عدة متاحف في أنحاء القاهرة الكبرى أن يُخفف من الازدحام المروري إلى حد ما، مما يُسهم في تحسين تجربة الزوار.


برأيك، ما أكبر التحديات التي تواجه نقل آلاف القطع الأثرية وتخزينها وحفظها وترميمها؟

تمتلك مصر ثروةً من القطع الأثرية المهمة، التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ البعيدة ووصولًا إلى العصر الحديث المبكر، مجرد جزء بسيط مما تمتلكه مصر يُشكل تحديًا كبيرًا لأي دولة. إن الحفاظ على بيئة مستقرة للقطع الأثرية، ووجود مختبرات ترميم كافية ومُحدثة باستمرار في الموقع، أمران ضروريان للحفاظ على القطع الأثرية بشكل سليم، وينبغي أن يتمتع المتحف المصري الكبير بهذه الإمكانات بوفرة.


ومرة أخرى، من خلال تحرير مساحة في متحف التحرير بعد نقل هذا العدد الكبير من القطع الأثرية إلى المتحف المصري الكبير، ينبغي لمتحف التحرير نفسه أن يكون قادرًا على توسيع مختبرات الترميم الخاصة به، مما يساهم بشكل كبير في "الصحة" الشاملة للآثار المعروضة في كلا المتحفين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق