في مشهد يتكرر كل شهر، يضع المواطن كارت الكهرباء في العداد منتظرًا أن تمتلئ الشاشة بالأرقام، لكن المفاجأة تأتي سريعة: الرصيد أقل من المتوقع! بين الدهشة والاستغراب، تتعدد التساؤلات حول سر الخصم المتكرر حتى من العدادات المغلقة. فما الأسباب الحقيقية وراء هذا الأمر؟.
حالات محددة مرتبطة بالرسوم أو الاستهلاك أو الأقساط الشهرية
أكدت تقارير شركات توزيع الكهرباء أن خصم الرصيد من العدادات مسبوقة الدفع لا يحدث عشوائيًا، بل يخضع لعدة حالات محددة مرتبطة بالرسوم أو الاستهلاك أو الأقساط الشهرية.
ففي الحالة الأولى، يتم الخصم عندما يختار المواطن نظام التقسيط عند تركيب العداد الجديد أو استبدال العداد الميكانيكي القديم بآخر مسبق الدفع، حيث تُسدد الأقساط آليًا مع بداية كل شهر.
أما الحالة الثانية فتتعلق بالمشتركين الذين تراكمت عليهم متأخرات في فواتير سابقة، وتمت جدولتها ضمن خطة سداد شهرية، فيُخصم جزء من الرصيد لتغطية هذه المستحقات.
وفي الحالة الثالثة، يكون السبب مرتبطًا بما يسمى «فروق الشرائح»، إذ إن العداد يحاسب المشترك وفقًا لاستهلاكه الشهري. فعند تجاوز 100 كيلو وات، ينتقل المشترك تلقائيًا إلى الشريحة الثالثة التي تُحتسب بسعر أعلى، فيخصم العداد نحو 22 جنيهًا كفارق بين الشريحتين الثانية والثالثة، وقد يتضاعف المبلغ تدريجيًا مع زيادة الاستهلاك حتى 650 كيلو وات شهريًا، حيث قد يصل الخصم إلى 378 جنيهًا.
أما الحالة الرابعة فتخص العدادات المركبة في وحدات مغلقة أو غير مأهولة بالسكان، إذ تُخصم 9 جنيهات شهريًا بشكل تلقائي مقابل الخدمة فيما يُعرف باسم «المقروء صفر».
وتأتي الحالة الخامسة ضمن ما يسمى «خدمة العملاء»، وهي رسوم ثابتة تختلف حسب الشريحة: جنيه واحد في الشريحة الأولى، وجنيهان في الثانية، و6 جنيهات في الثالثة، لتصل إلى 40 جنيهًا في السابعة عند الاستهلاك المرتفع.
وأخيرًا، توجد الرسوم والدمغات الشهرية التي تُضاف تلقائيًا وفق اللوائح الحكومية وتُخصم من الرصيد بعد كل عملية شحن، ما يفسر تراجع الرصيد حتى قبل بدء الاستهلاك الفعلي.
أسباب خصم الرصيد من العدادات المسبقة الدفع متعددة
وبذلك، يتضح أن أسباب خصم الرصيد من العدادات المسبقة الدفع متعددة ومحددة بدقة، ولا تعني بالضرورة وجود عطل أو خطأ في العداد، بل ترتبط بآليات المحاسبة المطبقة لضمان عدالة التوزيع وتحقيق توازن في منظومة الكهرباء.














0 تعليق