أشاد الدكتور نواف سلام، رئيس وزراء لبنان، بالمتحف المصري الكبير، واصفًا إياه بأنه «تحفة معمارية وثقافية تروي قصة الإنسان منذ فجر التاريخ من أم الدنيا»، مؤكدًا أن الزيارة إلى القاهرة تمثل أكثر من جولة سياحية، بل فرصة لإلهام لبنان بمبادرات مصر الحضارية والثقافية وتعزيز الشراكات الفعلية بين البلدين.
وقال سلام خلال افتتاح المتحف: «هذه الأرض تنبض بالإبداع»، مشيرًا إلى أن مصر تمثل نموذجًا في الجمع بين التراث الثقافي والحضاري والتطوير العصري، بما يفتح آفاقًا للتعاون المشترك في مجالات الثقافة والتعليم والتنمية.
وتمت مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وصف المشروع بأنه هدية مصر للعالم، بحضور رفيع المستوى من قادة الدول والملوك والرؤساء والأمراء، إلى جانب ممثلين لمنظمات دولية وحقوقية.
وشهد الحفل تسليم كل من القادة نموذجًا مصغرًا من المتحف يحمل اسم دولته، وُضع إلى جانب المجسم الضخم للمشروع، في إشارة إلى أن المتحف ملك للبشرية جمعاء، قبل أن يضع الرئيس السيسي القطعة الأخيرة التي تمثل مصر، معلنًا رسميًا افتتاح المتحف في لحظة تاريخية ومؤثرة.
رسائل ثقافية وسياسية وإنسانية
أوضح الرئيس السيسي أن افتتاح المتحف يحمل رسائل متعددة الأبعاد، ثقافيًا وفنيًا وسياسيًا، مؤكدًا أن الحضارة المصرية القديمة ما زالت مصدر إلهام للبشرية في مجالات القانون والطب والهندسة والفنون، وأن العلم والثقافة لا يزدهران إلا في مناخ من الأمن والتفاهم والتعايش.
وأشار إلى قيم قانون "ماعت" التي وضعها المصري القديم، معتبرًا إياها أول إعلان لحقوق الإنسان واحترام الطبيعة، ودلالة على أن القيم المصرية القديمة لا تزال صالحة لبناء عالم أكثر عدلًا وتوازنًا.
من جانبه، وصف الدكتور خالد العناني، المدير العام لليونسكو، المتحف بأنه نقطة التقاء بين الماضي والمستقبل، يقدم التاريخ كقوة محركة للفكر الإنساني لا كأثر ساكن.
كما أشار الجراح المصري العالمي السير مجدي يعقوب إلى أن الطب في مصر القديمة كان يجمع بين الجسد والروح، مؤكدًا استمرار مصر في ترسيخ فكرة الرعاية الصحية الشاملة.
واستعرض وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، صاحب فكرة المشروع، رحلة بناء المتحف منذ عام 2002، مشيرًا إلى أن الإرادة المصرية حوّلت الحلم إلى واقع، وأن المتحف يقف على أرض صلبة من الإبداع والإصرار والإيمان برسالة الحضارة المصرية.
0 تعليق