شهدت مصر مساء السبت، لحظة تاريخية طال انتظارها بإزاحة الستار عن المتحف المصري الكبير في الجيزة، أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم بتكلفة تجاوزت مليار دولار، ليعرض كنوز الحضارة المصرية الممتدة عبر سبعة آلاف عام، بحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن سماء القاهرة أُضيئت بالألعاب النارية وتلألأت أهرامات الجيزة بالأنوار الحمراء في مشهد مبهر تخلل مراسم الافتتاح الرسمية للمتحف الذي استغرق بناؤه نحو عقدين من الزمن.
هدية مصر للعالم وتعزيز لأرض السلام
وأضافت أن المتحف يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، ويصفه المسئولون بأنه "هدية من مصر إلى العالم"، وشهد الحفل حضور شخصيات بارزة من العائلات المالكة وممثلين عن حكومات من أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، ما يعكس المكانة الدولية للحدث.
في كلمته خلال الافتتاح، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن المتحف المصري الكبير يفتح فصلًا جديدًا في تاريخ الحاضر والمستقبل، مشيدًا بكونه رمزًا لذكاء وإبداع المصري عبر العصور.
ووضع الحجر الأخير الذي أضاء أرجاء المجمع الضخم الممتد على مساحة 500 ألف متر مربع، والذي يضم مقتنيات الملك توت عنخ آمون بالكامل بما في ذلك قناعه الذهبي الشهير.
تضمن حفل الافتتاح عروضًا موسيقية حية وأغاني مميزة، وظهور ممثلين بملابس فرعونية، إلى جانب فقرات مصورة من باريس ونيويورك وريو دي جانيرو، وألعاب نارية أضاءت السماء في مشهد احتفالي يعكس عظمة الحدث.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن اللافتات والإضاءات التي زينت موقع المتحف حرصت على تأكيد رسالة مصر كـ"أرض للسلام"، خاصة بعد الدور الذي لعبته القاهرة في التوسط لإنهاء الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس.
وتابعت أن المتحف يعمل بشكل جزئي منذ أكثر من عام فيما عُرف بـ"الافتتاح التجريبي"، حيث استقبل ما بين خمسة إلى 6 آلاف زائر يوميًا، ويتوقع أن يتضاعف العدد الآن ليصل إلى نحو 15 ألف زائر يوميًا، أي أكثر من 5 ملايين سنويًا، ما يجعله من أكثر المؤسسات الثقافية زيارة في العالم.
وتسعى الدولة إلى جذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2031 من خلال بناء فنادق جديدة، وتطوير القاهرة التاريخية، وزيادة الرحلات الجوية الدولية، وتنمية سواحلها الشمالية المطلة على البحر المتوسط.














0 تعليق