يمكن لتقلبات الوزن، سواءً كانت زيادة مفاجئة أو فقدانًا سريعًا، أن تترك أثرًا كبيرًا على صحة الكلى، حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن التغيرات السريعة في وزن الجسم ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة (CKD) وتدهور وظائف الكلى على المدى الطويل، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
فالزيادة المفاجئة في الوزن قد تنتج عن تراكم الدهون أو احتباس السوائل في الجسم، وكلاهما يُضيف عبئًا إضافيًا على الكلى ويزيد من إجهاد وحدات الترشيح الدقيقة، بينما قد يشير فقدان الوزن غير المبرر إلى سوء التغذية أو ضعف وظائف الكلى. هذه التغيرات المفاجئة تُخل بتوازن التمثيل الغذائي، وتزيد الالتهابات، وتُسبب ضغطًا إضافيًا على الجهاز الكلوي، لذا يُعد الحفاظ على وزن صحي ومستقر خطوة أساسية لحماية الكلى من المضاعفات طويلة الأمد.
السمنة وتأثيرها على وظائف الكلى
زيادة الوزن تسبب ضغطًا إضافيًا على الكلى، إذ يتعين عليها تصفية المزيد من الدم لتلبية احتياجات الجسم المتزايدة، ما يؤدي إلى فرط الترشيح، الذي قد يتطور تدريجيًا إلى تندب والتهاب أنسجة الكلى وفقدان تدريجي للوظائف.
إضافة إلى ذلك، السمنة مرتبطة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني، وهما عاملان رئيسيان لأمراض الكلى المزمنة، حتى زيادة طفيفة تصل إلى خمسة كيلوجرامات قد ترفع خطر تدهور وظائف الكلى بشكل ملحوظ.
احتباس السوائل مقابل زيادة الدهون
ليست كل زيادة في الوزن ناتجة عن الدهون؛ ففي كثير من الحالات، يكون السبب الرئيسي هو احتباس السوائل، خاصة عند مرضى الكلى المزمنين، إذ يؤدي عجز الكلى عن التخلص من الماء والصوديوم الزائدين إلى تورم القدمين والكاحلين والوجه، وزيادة سريعة في الوزن، مصحوبة بأعراض مثل الانتفاخ وضيق التنفس.
العلامات التحذيرية ومخاطر الوزن المفاجئ
تتضمن العلامات التي قد تشير إلى مشكلات في الكلى: زيادة الوزن المفاجئة، انتفاخ حول العينين أو الكاحلين، ضيق التنفس عند الاستلقاء، وانخفاض إنتاج البول.
في حال ظهور هذه العلامات، يجب استشارة الطبيب فورًا، لأنها قد تعكس صعوبة الكلى في إخراج الفضلات والسوائل.
كيف تحمي كليتيك؟
للحفاظ على صحة الكلى، من الضروري إدارة الوزن بشكل مستقر عبر التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم، وتقليل تناول الصوديوم والسوائل عند الحاجة، واعتماد نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، مع الحد من اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة، حيث تُساعد هذه الإجراءات على تخفيف الإجهاد على الكلى وتحسين التوازن الأيضي والهرموني في الجسم.


















0 تعليق