حينما تتلاقى عبقرية الفراعنة مع طموح المصريين المعاصرين، يولد من قلب الجيزة صرحٌ جديد ينافس الأهرامات الثلاثة في عظمته، إنه المتحف المصري الكبير، المشروع الذي أعاد صياغة العلاقة بين الماضي والحاضر، ليصبح شاهداً على قدرة المصريين على صنع الخلود من جديد.
المتحف هو «الهرم الرابع» لمصر
أكد الدكتور الحسين عبدالبصير، المشرف العام السابق على المتحف المصري الكبير، أن هذا الصرح العملاق يُعد الهرم الرابع لمصر، لما يمثله من إنجاز حضاري غير مسبوق، مشيدًا بالدعم الكبير الذي حظي به المشروع من الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ انطلاقه.
وأوضح عبدالبصير، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج على مسئوليتي عبر قناة صدى البلد، أن فكرة تنفيذ المتحف بدأت فعليًا عام 2012، وكان من المخطط إنجازه خلال 40 شهرًا، لكن حجم المشروع وتفاصيله الدقيقة استلزما مزيدًا من الوقت والدقة.
مرحلة التنفيذ شهدت تعاونًا مثمرًا بين فريق مصري وآخر ياباني
وأشار إلى أن مرحلة التنفيذ شهدت تعاونًا مثمرًا بين فريق مصري وآخر ياباني، نجحا معًا في نقل القطع الأثرية بدقة بالغة، في تجربة تمثل مثالًا للانضباط والتكامل بين العلم والتاريخ.
وأضاف أن تصميم المتحف استغرق وقتًا طويلاً ليليق بعظمة الحضارة المصرية، موضحًا أن فترة إنشائه قاربت المدة التي استغرقها بناء هرم خوفو، في دلالة رمزية على عظمة المشروع ومكانته.
فصل جديد من التواصل بين مصر والعالم
وأعلن أن موعد افتتاح المتحف أمام الجمهور سيكون يوم الثلاثاء المقبل، الموافق الرابع من نوفمبر، ليبدأ فصل جديد من التواصل بين مصر والعالم.
كما تحدث عبدالبصير عن بعض رموز الحضارة المصرية التي سيحتضنها المتحف، مشيرًا إلى أن تمثال الملك رمسيس الثاني سيقف في المقدمة ليستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم، تقديرًا لمكانته كأحد أعظم الفراعنة في التاريخ.
وأوضح أن تصميم عرض مقتنيات توت عنخ آمون جاء بطريقة تمنحه الهيبة، إذ سيطل على الزوار من موقع مرتفع، في مشهد يجسد الاحترام والتقدير لهذا الملك الشاب الذي لا يزال يسحر العالم.
وختم عبدالبصير حديثه بالإشارة إلى أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد قاعات للعرض، بل هو مجمع ثقافي عالمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويؤكد أن مصر لا تزال تمتلك القدرة على إبهار الإنسانية كما فعلت قبل آلاف السنين.















0 تعليق