قوة الدبلوماسية الحضارية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 01/نوفمبر/2025 - 10:07 م 11/1/2025 10:07:29 PM

افتتاح المتحف المصرى الكبير، لم يكن فقط حدثًا استثنائيًا فى تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، بل كان، كذلك، تأكيدًا لقوة الدبلوماسية الحضارية، التى عكسها وجود عشرات الملوك والأمراء ورؤساء الدول والحكومات، واهتمام غالبية وسائل الإعلام الدولية الكبرى، والصغرى أيضًا، بتفاصيل الحدث، بوصفه ميلادًا جديدًا لقوة حضارية متجددة، قادرة على تحويل تراثها العظيم إلى فرص لاستعادة سيادتها الثقافية والسياسية، وترجمته، كذلك، إلى موارد تدعم اقتصادها الوطنى.

نحن، باختصار، أمام خطوة، تم قطعها فى مشروع وطنى كبير يستهدف، استعادة السيادة المصرية الشاملة، انطلاقًا من إيمان «دولة ٣٠ يونيو» بأن الدول صاحبة الحضارات تتلاقى وتتعاون وتتوافق، وبأن الحضارة ليست ترفًا ولا ماضيًا، بل قضية أمن قومى. كما نرى أن «المتحف المصرى الكبير»، يُعد، أيضًا، خطوة مؤثرة فى مسار تأكيد تنوع وقوة البيئة الاستثمارية المصرية، إضافة إلى أنه، بوصف الرئيس عبدالفتاح السيسى، «يضيف إلى عالم الثقافة والفنون معلمًا جديدًا، يلتف حوله كل مهتم بالحضارة والمعرفة، ويفخر به كل مؤمن بوحدة الإنسانية وقيم السلام والمحبة والتعاون بين الشعوب».

التحديات المُتشابكة، والعابرة للحدود، التى يشهدها العالم، والتى تَفُوق قُدرات أى دولة مُنفردة، أوجبت الانحياز للقانون الدولى والمعاهدات الدولية وميثاق الأمم المتحدة. ومع هذا الانحياز الإجبارى، المنطقى والطبيعى، أثبتت هذه التحديات أن الدول صاحبة الحضارات تلعب أدوارًا مهمة فى محيطها الإقليمى، كالدور الذى لعبته مصر، مثلًا، لإنهاء الحرب فى قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط. ولعلك تتذكر أن قادة أكثر من خمس وعشرين دولة، شاركوا، خلال أكتوبر الماضى، فى «قمة شرم الشيخ للسلام»، التى انعقدت برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى، دونالد ترامب، واستهدفت، وحققت، تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

من هذا المنطلق، كان طبيعيًا أن يشارك فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير تسعة وسبعون وفدًا رسميًا، فى حفل افتتاح من بينهم تسعة وثلاثون وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات: بلجيكا، وإسبانيا، والدنمارك، والأردن، والبحرين، وسلطنة عمان، والإمارات، والسعودية، ولوكسمبورج، وموناكو، واليابان وتايلاند. ورؤساء جيبوتى، والصومال، وفلسطين، والبرتغال، وأرمينيا، وألمانيا، وكرواتيا، وقبرص، وألبانيا، وبلغاريا، وكولومبيا، وغينيا الاستوائية، والكونغو الديمقراطية، وغانا، وإريتريا، وفرسان مالطا، ورئيس المجلس الرئاسى الليبى، ورئيس مجلس القيادة اليمنى. شارك فى حفل الافتتاح، أيضًا، رؤساء وزراء اليونان، والمجر، وبلجيكا، وهولندا، والكويت، ولبنان، ولوكسمبورج وأوغندا، إضافة إلى حضور وزارى وبرلمانى رفيع المستوى من أوزبكستان، وأذربيجان، والجزائر، وقطر، والمغرب، وتونس، وسويسرا، والسويد، وفنلندا، وسلوفاكيا، والنمسا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والفاتيكان، ومالطا، ورومانيا، وروسيا، وأيرلندا، وصربيا، وتركيا، وإيطاليا، وسنغافورة، والهند، وقيرغيزستان، والصين، وسريلانكا، وباكستان، وزامبيا، وأنجولا، وكوت ديفوار، والكاميرون، وجنوب إفريقيا، والجابون، وتشاد، وكينيا، ورواندا، وتوجو، والبرازيل، وكندا، والولايات المتحدة. والأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، والممثل السامى لتحالف الحضارات نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البرلمان العربى، ورئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولى الـ«جايكا»، و... و... ولعل هذا الحضور غير المسبوق يعكس الاهتمام الدولى برؤية الدولة المصرية فى الجمع بين عراقة الماضى وإبداع الحاضر وازدهار المستقبل، ويؤكد المكانة الفريدة لمصر كجسر حضارى بين كل شعوب العالم المحبة للثقافة وللسلام.

.. وتبقى الإشارة إلى أن مصر تستعد حاليًا لاستضافة مؤتمر دولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة، سيركز على سبل تمويل وتنفيذ الخطة المصرية، التى اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، وقوبلت بترحيب شديد من الشركاء الدوليين. وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن «دولة ٣٠ يونيو» لعبت، ولا تزال، دورًا مهمًا ورياديًا، فى ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات فى قارة إفريقيا، وتستضيف «مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية»، إضافة إلى الدور المهم، الذى تقوم به «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» فى مجال التعاون الإنمائى مع دول القارة الإفريقية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق