أكد المؤرخ محمد الشافعي، أن المتحف المصري الكبير بافتتاحه اليوم سيصبح درة تاج الحضارة المصرية العظيمة، ورافدا من أهم روافد الثقافة والاقتصاد في مصر.
وقال المؤرخ محمد الشافعي -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط مساء اليوم السبت- "إن كل وثائق المؤرخين وكل حقائق التاريخ أجمعت على أن مصر هي أول دولة مركزية في التاريخ، وأنها قد استثمرت عبقرية المكان والمكانة للأرض المصرية، تلك العبقرية استنفرت كل ملكات الإبداع والتجويد لدى الإنسان المصري، فاتسم هو الآخر بعبقريته لتجتمع عبقريتان، عبقرية الأرض وعبقرية الإنسان اللذان ولدا عبقرية التاريخ".
وأضاف أنه نتيجة لتلك العبقرية المصرية نجد أن الآثار منثورة كالنجوم من جنوب مصر إلى شمالها، بداية من أبوسمبل أقصى الجنوب، من معبد كلابشة في أسوان ومعابد الكرنك والأقصر وحتشبسوت ووداي الملوك ووادي الملكات في الأقصر، مرورا بمجمع معبد دندرة في قنا وأبيدوس في سوهاج ومقابر بني حسن وتل العمارنة في المنيا وهرم ميدوم المدرج في بني سويف ثم أهرامات الجيزة وميت رهينة وكرداسة وكل المناطق ذات العبق، وصولا إلى الشرقية التي تضم صان الحجر وآثار الرعامسة من الأسرة 19 للملك رمسيس الثاني، وحتى الإسكندرية التي تحتضن الحضارة الإغريقية والرومانية، وحتى الأماكن النائية كواحة سيوة والواحات الجديدة بها بعض الآثار كوادي المومياوات الذي كان ملهما لفاروق حسني في فكرة المتحف المصري الكبير.
وأوضح أن المتحف المصري الكبير شهد احتشاد الدولة المصرية خلف المشروع ودعمه ودفعه إلى الأمام، لنجد أنفسنا اليوم أمام افتتاح المشروع العظيم وسط حضور عالمي ودولي كبير يؤكد عظمة الحضارة المصرية.
وأشار الشافعي إلى أن المتحف المصري الكبير أحد أهم المشروعات القومية التي تبنتها الدولة المصرية وواحد من أهم إنجازاتها، فقد حرصت على إنشاء صرح حضاري وثقافي متكامل لصون تراثها وتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، بني على مساحة أكثر من 500 ألف متر مربع ويضم نحو 100 ألف قطعة أثرية فريدة، من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي تعرض للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، إضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، إلى جانب المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.














0 تعليق