سر أنشودة "نحن أسياد الحياة" التي ألهبت مشاعر المصريين بالتزامن مع افتتاح المتحف

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل ساعات من افتتاح المتحف المصري الكبير، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ترنيمة مؤثرة حملت عنوان "إن نبو عنخ"، أي نحن أسياد الحياة، الترنيمة المستوحاة من اللغة المصرية القديمة، والتي تعبر عن روح العزة والانتماء المتجذرة في وجدان المصريين.

وتتضمن الترنيمة مقاطع متكررة تمزج بين مفردات من الهيروغليفية وترجمتها بالعربية، مثل:"إن نبو عنخ.. نحن أسياد الحياة، إن رمث كمت.. نحن شعب مصر، إن نبو وسرو.. نحن أسياد القوة، إن رمث كمت.. نحن شعب مصر"

وتستمر الترنيمة في استدعاء رموز القوة والمجد والشجاعة، لتجسد فخر المصريين بتاريخهم الممتد منذ آلاف السنين، حيث تقول:"ولاقت الترنيمة تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها كثيرون تعبيرًا فنيًا راقيًا عن روح الحضارة المصرية التي يعاد إحياؤها مع افتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أكبر متاحف العالم المخصصة لحضارة واحدة".

ورأى متابعون أن انتشار هذه الترنيمة قبل افتتاح المتحف ليس مصادفة، بل يأتي كرسالة رمزية تؤكد أن مصر لا تزال حاملة راية الحضارة الإنسانية ومهد الإبداع منذ فجر التاريخ.

ترنيمة مصرية قديمة

قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن الترنيمة المنتشرة مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان «إن نابو عنخ – نحن أسياد الأرض» هى في الأصل ترنيمة مصرية قديمة، وليست جديدة كما يعتقد البعض.

وأوضح "عامر"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الترنيمة تعود إلى الحضارة المصرية القديمة، ومثلها مثل الترانيم التي ظهرت خلال موكب المومياوات الملكية، حيث جرى تقديمها وفقًا لترجمة النصوص الأصلية، مضيفًا «هى ليست حديثة على الإطلاق، وإنما مستوحاة من اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية).

ولفت إلى أن ما يحدث من اهتمام بالتراث المصري القديم ليس بغرض «تعزيز الهوية» فحسب، بل يأتي طبيعيًا مع طبيعة الحدث نفسه، موضحًا:«عندما يكون الحدث ذا طابع فرعوني أو مرتبطًا بالحضارة المصرية القديمة، فمن الطبيعي أن نستلهم منه اللغة والموسيقى والرموز التي تعبر عن عظمة تلك الحضارة».

وأشار إلى أن اختيار الطابع الموسيقي واللغوي لأي فعالية يرتبط بطبيعتها: «على سبيل المثال، إذا كنا بصدد افتتاح متحف للآثار القبطية، سنستلهم عناصر من الحضارة القبطية، أما في الفعاليات الإسلامية فغالبًا ما تُستوحى الزخارف والكتابات القرآنية، هكذا كانت الحال أيضًا في مصر القديمة، حيث كانت النقوش تكتب بالهيروغليفية على المعابد والجداريات، وكل ذلك يعكس هوية الحدث نفسه».

وكشف الخبير الأثري أن عزف الترنيمة الجديدة سيتم بمشاركة 121 عازفًا مصريًا من الأوركسترا، إلى جانب 78 موسيقيًا آخرين يشاركون في تقديم هذا العمل الضخم، لافتًا إلى أن الهدف من الحدث هو توجيه «رسالة مودة ومحبة وسلام من الدولة المصرية إلى جميع شعوب العالم».

وعن تفسير الترنيمة ومعاني كلماتها، كشف عامر أنه من الصعب الجزم بمضمونها الكامل في الوقت الحالي:«الترنيمة المنتشرة على السوشيال ميديا ما زالت في إطار التداول غير الرسمي، ولا يمكن الحكم على مضمونها أو رموزها إلا بعد الاستماع إليها رسميًا أثناء العزف في الحدث نفسه أو من خلال البث المباشر، لأن الشكل النهائي والأداء الأوركسترالي هما ما سيُظهران معناها الحقيقي».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق