«رمسيس الثاني يستقبل الزوار في المتحف المصري الكبير».. مصر تبهر العالم وتسطر صفحة مضيئة في تاريخ البشرية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تفتح مصر، اليوم السبت، رسميًا المتحف المصري الكبير وذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والتطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والتي كانت تمثل تحدي أمام هذا الحدث التاريخي والثقافي العالمي، إلا أن هذه التحديات الصعبة استطاعت الدولة المصرية أن تنتصر عليها وتبهر العالم من جديد وتستطر بتاريخها وإرثها الحضاري صفحة تلمع في تاريخ البشرية، فاليوم هو ليس احتفال للمصريين فحسب وإنما لكل الإنسانية، ولهذا السبب يأتي الزوار من مختلف أنحاء العالم لحضور هذه اللحظة التاريخية لحظة ينتظرها الجميع وهو افتتاح هذا المتحف الذي يسافر زوارها رحلة إلى عمق التاريخ والحضارة المصرية. 

المتحف المصري الكبير عنوان يزين الصحف العالمية 

هذا الحدث العالمي فرض نفسه في الصحف ووسائل الإعلام العالمية، واسم "المتحف المصري الكبير" بات يزين عناوين الصحف الدولية، وتتحدث خلالها الصحف عن جمال هذا المعمار الأثري الفريد الذي يعد هدية من مصر إلى العالم، يضم داخله الآلاف القطع الأثرية الفريدة، وكل قطعة تحمل تاريخ وحدث مميز. 

dcc1a42fe9.jpg
منظر لأشعة الشمس تتدفق إلى القاعة الرئيسية بالمتحف المصري الكبير، وتضيء صفًا من التماثيل للفراعنة جالسين في أوضاع ملكية - الاناضول

وجولة خاطفة حول الصحف العالمية، نستعرض "مقتطفات" ما جاء في هذه الصحف التي اهتمت بهذا اليوم التاريخي، ففي صحيفة "واشنطن تايمز" أشارت إلى أن المتحف المصري الكبير، الذي سيعرض أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تعود إلى مصر القديمة يقع بالقرب من الأهرامات، وسيصبح هذا المتحف أكبر عارض في العالم للآثار المصرية التاريخية، والتي تتراوح من عصور ما قبل التاريخ إلى نهاية العصر الروماني في مصر في القرن السابع

افتتاح المتحف للجمهور تزامنا مع الذكرى الـ103 لفتح مقبرة الفرعون توت عنخ آمون.

وأشارت إلى أن المتحف سيفتح أبوابه للجمهور يوم الثلاثاء تزامنا مع الذكرى الـ103 لفتح مقبرة الفرعون توت عنخ آمون. وتشمل القطع الأثرية مسلة للفرعون رمسيس الثاني، المعروف أيضًا باسم "الأعظم"، معروضة في الخارج، وتمثالًا لرمسيس الثاني في البهو الرئيسي، وقوارب الفرعون خوفو الذي بنى الهرم الأكبر في الجيزة، وقناع الدفن الذهبي الشهير للفرعون توت عنخ آمون.

وخصصت مصر الأرض للمتحف لأول مرة عام 1992، وبدأ البناء عام 2005. وتوقفت أعمال البناء لمدة ثلاث سنوات بدءًا من عام 2011. 

أما شبكة CNN الأمريكية، أشارت إلى بعض القطع الأثرية التي سيتم عرضها، موضحة أن من بين هذه القطع الأثرية مخطوطات بردية عمرها آلاف السنين، ومنسوجات، وتوابيت، وفخار، وبقايا بشرية محنطة. تمتد هذه القطع على مساحة عرض دائمة تزيد عن 258,000 قدم مربع، مما يجعله أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. 

وأوضحت، أن صالات العرض تصنف حسب الحقب التاريخية، من عصر ما قبل الأسرات إلى العصر القبطي - أو من حوالي 3000 قبل الميلاد إلى القرن السابع الميلادي. في الوقت نفسه، يعرض معرض توت عنخ آمون 5000 قطعة عُثر عليها في مقبرة الملك الشاب.

رمسيس الثاني يستقبل ضيوف العالم 

وفي الخارج، ترحب حدائق مُشذّبة وساحة مفتوحة (تضم مسلة تزن 87 طنًا) بالزوار. تبدأ تجربة المتحف في بهو شاهق، حيث يقف تمثال رمسيس الثاني، الذي يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا، شامخًا في حراسة مهيبة. وتمتد الزخارف الهرمية الزوايا المستخدمة في واجهة المبنى - والمُجسّدة بالخرسانة والزجاج والحجر الجيري المحلي - إلى هذا الفناء الداخلي الفخم.

a15ddd5ad7.jpg
رمسيس الثاني 

كما تطرقت الحديث عن الجانب الهندسي للمتحف، وأشارت إلى أن منحدر سقف المتحف يشير مباشرةً إلى أعلى نقطة في الهرم الأكبر، ولكن ليس أعلى من ذلك، بحيث لا يتعدى المبنى، رغم ضخامة حجمه، على مظهر جاره أو يُحجبه. عند النظر إليه من الأعلى، تتسع أحجام المتحف مثل تلسكوب واسع العدسة، وتتوافق خطوط جدرانه رياضيًا مع المنظر الذي يخدمه. وفي مكان آخر، تقع مرافق التخزين والحفظ، بما في ذلك 17 مختبرًا، في مكان أبعد، متصلة بالمتحف عبر نفق.

ما يقرب من مليار دولار تكلفة إعمار المتحف المصري الكبير 

أما صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقالت في افتتاحية لها سيتم افتتاح المتحف الضخم الذي قدر تكلفة إعماره ما يقرب من مليار دولار أمريكي، والذي يعتبر أكبر منشأة أثرية في العالم مخصصة لحضارة واحدة، بعد تأخيرات لا حصر لها على مدار بنائه الذي استمر عقدين من الزمن.

سيضم المتحف أكثر من 50 ألف قطعة، بما في ذلك تمثال ضخم لرمسيس الثاني يبلغ وزنه 83 طناً ويبلغ عمره 3200 عام، وقارب عمره 4500 عام ينتمي إلى خوفو، الفرعون الذي يُنسب إليه بناء الأهرامات.

يضم المتحف 24,000 متر مربع من مساحات العرض الدائمة، ومتحفًا للأطفال، ومرافق للمؤتمرات والتعليم، ومنطقة تجارية، ومركزًا كبيرًا للحفظ. تعرض صالات العرض الرئيسية الاثنتا عشرة، التي افتُتحت العام الماضي، آثارًا تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني، مُرتبة حسب العصور والموضوعات.

استثمار استراتيجي

إلى جانب كونه معرضًا للتراث العريق، يُمثل المتحف استثمارًا استراتيجيًا في السياحة الثقافية لثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا  وقد زار مصر عام 2024، وفقًا للأرقام الرسمية، عدد قياسي بلغ 15.7 مليون سائح، وتسعى الحكومة إلى جذب ضعف هذا العدد بحلول عام 2032.

قال حسن علام، الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة، الشركة المُدارة للمتحف، إنه من المتوقع أن يستقبل المتحف ما بين 15 ألفًا و20 ألف زائر يوميًا. وأضاف: "العالم ينتظر بفارغ الصبر... الجميع متحمس".

فيما ذكرت شبكة CBS الأمريكية، أن التكلفة الأولية لهذا المتحف، الذي تبلغ مساحته أكثر من خمسة ملايين قدم مربع، ويقع على بُعد ميل واحد تقريبًا من أهرامات الجيزة، بنحو 500 مليون دولار، لكن التكلفة النهائية تجاوزت ضعف هذا المبلغ.  وقد مُوِّل المشروع ، الذي تجاوزت تكلفته مليار دولار، من خلال موارد مصرية وتعاون دولي.

وأشارت في تقرير لها أمام المدخل الرئيسي، تقف المسلة المعلقة المهيبة، التي يبلغ ارتفاعها 53 قدمًا ، وهي الهيكل الوحيد من نوعه في العالم. يبلغ عمر المسلة نفسها حوالي 3500 عام، لكنها معلقة فوق مبنى حديث بأرضية زجاجية، مما يتيح للزوار رؤية نقوشها القديمة من زاوية لم تكن متاحة من قبل.  

خلف هذا الدرج يوجد الدرج الكبير، الذي يتكون من 108 خطوات، والذي يوصل الناس إلى ما يعادل ستة طوابق إلى المعارض الرئيسية، مع تماثيل ضخمة يمكن رؤيتها على طول الطريق إلى الأعلى. 

يحتوي المتحف المصري الكبير على 12 قاعة عرض رئيسية، تغطي مساحة تبلغ حوالي 194 ألف قدم مربع. ولقد تضاعف عدد القطع الأثرية المعروضة تقريبًا عن التوقعات الأولية بفضل ثروة مصر من الآثار، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يتم عرض حوالي 100 ألف قطعة أثرية في القاعات. ولوضع هذا في الإطار الصحيح، إذا أمضى الزائر دقيقة واحدة في النظر إلى كل قطعة أثرية معروضة في المتحف، فسيستغرق الأمر ما يقرب من 70 يوماً بلا نوم لرؤية المجموعة بأكملها.  

إطلالات بانورامية جذابة للزائر

يُتيح الجزء الداخلي من المتحف إطلالات بانورامية خلابة على الأهرامات. قد تبدو الفكرة بسيطة، لكنها تطلبت إعادة تشكيل كبيرة للتضاريس المحلية، بما في ذلك حفر وإزالة حوالي 79 مليون قدم مكعب من الرمال، وهو ما استغرق عماله سبعة أشهر. 

وتحدثت القناة الأمريكية عن رحلة نقل تمثال رمسيس الثاني الذي يقع في فناء مدخل المتحف المصري الكبير، و عمره 3200 عام. وأشارت إلى أنه نُقل التمثال عام 2006 من ميدان مزدحم بوسط القاهرة إلى موقع قريب من الأهرامات، حيث كان قائمًا بانتظار بناء المتحف الجديد. واستغرقت رحلة التمثال الذي يبلغ وزنه 83 طنًا 10 ساعات، حيث مر ببطء عبر شوارع مصر تحت حراسة أمنية مشددة، وفي وقت لاحق، تم نقل رمسيس إلى منزل دائم جديد، على بعد حوالي 400 ياردة، وتم بناء المتحف حوله.

المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون.. جوهرة المتحف

وذكرت أن عامل الجذب الأكبر في المتحف المصري الكبير هو المجموعة الكاملة للملك الشهير توت عنخ آمون، الصبي الذهبي. حيث سيتم عرض جميع القطع الأثرية البالغ عددها 5398 قطعة من مقبرة الفرعون الثالث عشر من الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة، الذي حكم من حوالي عام 1333 إلى 1323 قبل الميلاد، معًا في مكان واحد لأول مرة منذ اكتشافها على يد هوارد كارتر في عام 1922. 

ويبلغ حجم صالة العرض الجديدة ستة أضعاف مساحة الصالة التي كانت تضم في السابق معظم مجموعة توت عنخ آمون، في المتحف المصري القديم بوسط القاهرة.

كما  أشارت إلى فكرة إنشاء متحف كبير والذي تعود إلى أكثر من 32 عامًا. وخصصت الحكومة آنذاك 117 فدانًا للمشروع في الموقع لأول مرة عام 1992. 

وفي مطلع عام 2002، أطلقت مصر مسابقة معمارية دولية ضخمة لاختيار تصميم فائز للمتحف. تقدّم 2227 مهندسًا معماريًا من 103 دول لتقديم تصاميمهم، وبحلول أغسطس من ذلك العام، كان 1550 مهندسًا معماريًا من 83 دولة قد قدّموا رسوماتهم التصميمية. وبعد شهرين، قلّص المسؤولون الخيارات إلى عشرين تصميمًا فقط لتقديمها للمرحلة الثانية. في يوليو 2003، مُنحت الجائزة - والعقد الضخم - لشركة الهندسة المعمارية الأيرلندية هينيغان بينغ.

وكان من المقرر في الأصل افتتاح المتحف في عام 2010، لكن سلسلة من الأحداث أجلت ذلك الافتتاح، ليعلن أخيراً وبعد طول انتظار الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق