قال ميشيل خزاقة، مستشار المدفوعات الرقمية والذكاء الاصطناعي، إن خطوة «أوبن إي آي» لطرح أسهمها في البورصة تمثل تحوّلًا كبيرًا في فلسفة الشركة، موضحًا أن الهدف الرئيسي من الطرح هو الحصول على تمويل يقدّر بنحو 500 مليار دولار، لتطوير البنية التحتية ومراكز البيانات الضخمة اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وأضاف "خزافة"، خلال مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الشركة أنفقت مبالغ طائلة في جولات التمويل السابقة، كان أبرزها مع «مايكروسوفت»، التي حصلت مقابل دعمها المالي على 27% من أسهم أوبن إي آي، مشيرًا إلى أن الطرح العام يتيح للشركة جذب تمويلات أوسع من الجمهور دون الخضوع لهيمنة ممولين محددين.
وأوضح أن التحول من شركة غير ربحية إلى كيان تجاري لم يكن مفاجئًا، بل جاء تدريجيًا منذ دخول «مايكروسوفت» كمستثمر رئيسي، لافتًا إلى أن الشركة أعادت هيكلتها لتضم فرعًا ربحيًا «ذو منفعة عامة» يلتزم بالقيم والأخلاقيات التي قامت عليها «أوبن إي آي».
وبيّن أن الطرح العام الأولي هو وسيلة ذكية لدخول مساهمين جدد عبر فتح جزء من الأسهم أمام المستثمرين الأفراد، مؤكدًا أن هذا الإجراء يساعد الشركة في الحفاظ على استقلاليتها، خاصة أن الرئيس التنفيذي لا يمتلك أسهمًا في الشركة، ما يعزز حياد الإدارة في القرارات الاستراتيجية.
وعن انعكاس الطرح على المستخدمين وسوق العمل، أشار "خزاقة" إلى أن التمويل الجديد سيسهم في تحسين أداء خدمات الذكاء الاصطناعي وتقليل الأعطال الناتجة عن الضغط الكبير على الخوادم، لكنه في المقابل قد يؤدي إلى تراجع بعض الوظائف التقليدية نتيجة التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الشركات الكبرى، كما حدث في «أمازون» التي استغنت عن آلاف الموظفين مؤخرًا.
وحول تقييم الشركة الذي يقدّر بثلاثة تريليونات دولار، وصف الرقم بأنه «غير واقعي»، موضحًا أن التقييم الأخير لـ«أوبن إي آي» عند دخول «مايكروسوفت» كمستثمر كان في حدود 150 إلى 160 مليار دولار فقط، مرجحًا أن القفزة الهائلة ترجع إلى سباق المنافسة مع «جوجل» و«إيلون ماسك» وشركات أخرى، وإلى امتلاك «أوبن إي آي» أكثر من 700 مليون مستخدم حول العالم.
ونوه بأن هذه التقديرات الضخمة تنطوي على مخاطر كبيرة؛ لأن معظم شركات الذكاء الاصطناعي ما تزال خاسرة ماليًا وتعتمد على الاستثمارات المستقبلية لا على الأرباح الفعلية، متوقعًا أن تكشف السنوات المقبلة ما إذا كان هذا التوسع سيؤدي إلى «فقاعة مالية» أم إلى ترسيخ موقع الشركة في صدارة السوق العالمي.
ولفت إلى أن دخول «أوبن إي آي» البورصة يمثل علامة فارقة في تاريخ الذكاء الاصطناعي، بين نموذج غير ربحي تأسس لخدمة البشرية، وكيان تجاري ضخم يسعى للموازنة بين التطور التكنولوجي والاستدامة الاقتصادية.









0 تعليق