نشرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية تقريرًا عن الافتتاح المرتقب اليوم للمتحف المصري الكبير، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي من المقرر أن يفتتح المتحف في حفل فخم تأجل من يوليو الماضي بسبب الحروب الإقليمية، بحضور نحو 40 رئيس دولة، ليُفتتح رسميًا المشروع الذي بلغت تكلفته 1.2 مليار دولار.
وتحت عنوان "الرئيس المصري السيسي يفتتح متحفًا ضخمًا جديدًا"، أوضحت الصحيفة أن المتحف الجديد، الواقع على هضبة أهرامات الجيزة، يُوصف بأنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، لافتة إلى أن السلطات ستكشف خلال الافتتاح عن صالات عرض توت عنخ آمون التي طال انتظارها، والتي تعرض فيها للمرة الأولى المجموعة الكاملة من مقتنيات مقبرته التي اكتُشفت قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.
دعم السياحة وصورة مصر
وقالت الصحيفة إن مصر تأمل أن يجذب المتحف ملايين السياح إلى البلاد، باعتباره مشروعًا ثقافيًا ومعماريًا ضخمًا يدعم الاقتصاد الوطني.
وأضافت أن احتفالات الافتتاح ستتضمن عرضًا فنيًا مستوحى من الحضارة المصرية القديمة، في إطار مساعي الحكومة لتعزيز صورة البلاد وقائدها أمام العالم، على غرار العروض الفرعونية السابقة التي أُقيمت خلال عهد الرئيس السيسي.
ونقلت الصحيفة عن وزير السياحة شريف فتحي قوله: إنه يتوقع أن يستقبل المتحف المصري الكبير نحو 5 ملايين زائر سنويًا بعد افتتاحه الكامل، لافتة في السياق إلى أن السياحة تعد مصدرًا رئيسيًا للعملة الأجنبية ومكوّنًا حيويًا في اقتصاد البلاد المثقل بالديون.
وأفادت الصحيفة بأن مصر استقبلت نحو 15.7 مليون سائح في عام 2024، بينما يتوقع المسؤولون أن يقترب العدد هذا العام من 18 مليون زائر، معولين على افتتاح المتحف الجديد لتعزيز هذه الأرقام.
"توت عنخ آمون".. الملك الذي أسر خيال العالم
وأكدت "فايننشيال تايمز" أن كنوز توت عنخ آمون تمثل أبرز عوامل الجذب داخل المتحف المصري الكبير، الذي يضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية المصرية القديمة تغطي فترات تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني.
وأوضحت أن مقبرة الملك توت عنخ آمون، التي اكتشفها عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر عام 1922 في الأقصر، لا تزال تأسر خيال العالم منذ أكثر من قرن، رغم قصر فترة حكمه التي لم تتجاوز تسع سنوات ووفاته الغامضة في سن الثامنة عشرة.
وأضافت الصحيفة أن الملك الشاب يُعتقد أنه ابن الملك أخناتون، الذي قاد ثورة دينية كبرى أدخل خلالها عبادة الإله الواحد آتون، وهي الثورة التي لم تلق ترحيبًا واسعًا آنذاك وتراجعت بعد وفاته.
تجربة متكاملة للزائرين
وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة المعروضة داخل المتحف المصري الكبير تضم 5600 قطعة أثرية من مقبرة توت عنخ آمون، من بينها قناع الموت الذهبي، والعربة المذهبة، والعرش الملكي المزخرف، والمجوهرات، مشيرة إلى أن العرض الجديد صمم ليمنح الزائر تجربة متكاملة تحاكي حياة الملك وطقوسه الجنائزية.
ونقلت عن الدكتور طارق توفيق، أستاذ علم المصريات والمدير العام السابق للمتحف المصري الكبير أثناء إنشائه، قوله: "في الماضي، كنا نعرض فقط القطع الأكثر جاذبية. أما الجديد هنا فهو تجربة متكاملة تتيح للزائر فهم السياق الذي أدى إلى ظهور هذه القطع."
وأضاف توفيق: أن "القطع الأثرية المعروضة تغطي موضوعات الحياة اليومية للملك، ونسبه الملكي، ومعتقدات البعث والحياة الآخرة، إلى جانب قسم خاص يبرز قصة اكتشاف المقبرة".
وتابع قائلًا: "سيشعر الزائر بأنه يقترب من الملك. لقد عمل المرممون لسنوات طويلة على تنظيف وحفظ هذه الآثار، وإعادة ترميم أطواق الخرز والأثاث المذهب والمنسوجات والصنادل الجلدية التي ارتداها الملك بنفسه."
وأوضح أن ترتيب القطع داخل صالات العرض يحاكي موكب الجنازة الفعلي للملك، في محاولة لجعل الزائر يعيش التجربة البصرية كما لو كان حاضرًا لحظة وداع "الملك الصبي".











0 تعليق