مصر جاءت وجاء من بعدها التاريخ، مصر "اللي من غيرها ميزان الكون يختل"، مصر أول حضارة في التاريخ الإنساني، "وقت ما كان العالم بيعيش تايه ف الغابة.. مصر كانت دولة وليها راية فوق أعلا سحابة" كما وصفها الشاعر الغنائي حسين السيد.
مصر درة التاج التي تبعث حضارتها القديمة التي شيدها الأجداد وتمتد بأيادي وسواعد الأحفاد، في حدث هو الأضخم في القرن العشرين. فبعد ساعات يكون العالم على الموعد المنتظر لافتتاح المتحف المصري الكبير..
مشاعر الفخر والعزة والشموخ التي توقدت في نفوس المصريين بكافة أطيافهم وأعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية، لحظات يسجلها التاريخ، خاصة مع مشاركة المنطقة فخر الانتماء لبقعة من العالم يجاورون فيها مصر، يفخرون بالمنجز الأبرز في المشهد الثقافي الحضاري العالمي.
المفكر العراقي خزعل الماجدي: المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم
وحول المتحف المصري الكبير وما يمثله من رافد في الثقافة العالمية والإنسانية، قال المفكر العراقي، الدكتور خزعل الماجدي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “يحقّ لمصر أن تفخر بإنجازها الفريد والنوعي لأكبر متحفٍ في العالم، وهو متحفٌ جدير بأن يروي قصة الحضارة المصرية العظيمة التي ملأ حضورها العالم القديم وظهرت منجزاتها العملاقة في كل الميادين”.
وتابع “الماجدي”: “بدأت الفكرة في نهايات القرن العشرين، ومع بداية القرن الحادي والعشرين، وتحديدًا عام 2002 وضعت الحكومة المصرية الحجر الأساس له قرب أهرامات الجيزة تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وفاز التصميم الذي أخذ بعين الإعتبار التقاء أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة لتكوين كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، المُقدم من شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين بأيرلندا”.
اكتمل تشييد مبنى المتحف، خلال عام 2021، كأكبر متحف في العالم يروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة.
المتحف المصري الكبير يخلق وعيّ ثقافي وحضاري ناضج
وتبلغ مساحة المتحف أكثر من 300 ألف متر مربع، يضم المتحف عددًا كبيرًا من قاعات عرض المقتنيات الآثارية، وأماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والخدمية.
وأضاف “الماجدي”: “استوعب المتحف المصري الكبير المخزون الهائل للقطع الآثارية التي لم تعرض سابقًا والتي تم العثور عليها في الفترة السابقة التي تلت إنشاء المتحف القديم، وعرض المتحف القطع الآثارية المصرية النوعية التي اشتهرت في العالم كله، أبرزها عمليات التوثيق الرقمي والحفظ والدراسة والصيانة والترميم، ووطرق العرض الحديثة المترافقة مع عقد الندوات والأنشطة الثقافية العامة والنوعية والتي تخص آثارة وحضارة مصر في كافة مراحلها.. صناعة وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية، تصميم صالتي (البهو العظيم) و(البهو الزجاجي) وهمل للاستقبال والتعريف المبدأي بالمتحف الكبير".
واختتم: “الأفاق الطموحة للمتحف تكمن في خلق وعيّ ثقافي وحضاري ناضج وعلمي، والتعريف بعمق وخصوبة مصر وتأريخها وتأثيرها في حضارات العالم، وهو مايزيد ثقة الناس والمختصين بما قدمه الحضارة المصرية في جميع مراحلها الحضارية، وهنا يأتي دور علم المصريات (إيجبتولوجي ) في قدرته على إضاءة تأريخ مصر منذ عصور ماقبل التأريخ وحتى حاضرنا الراهن”.
















0 تعليق