الجمعة 31/أكتوبر/2025 - 10:55 م 10/31/2025 10:55:16 PM
كشف الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أهمية بلاغة الإسناد في اللغة العربية، قائلًا:" الإسناد في اللغة العربية وفي البلاغة النبوية يعد مفتاح الفهم وسر البلاغة، حيث أنه يعطي الجملة قيمتها سواء كانت اسمية أو فعلية".
وأوضح الدكتور داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الإسناد قد يكون حقيقيًا حين يُسند الفعل إلى فاعله مباشرة، أو مجازيًا حين يُسند إلى غير الفاعل الحقيقي، لافتًا إلى أن ذلك يتجلّى في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من لعن والديه". فالإسناد الأول للفعل "لعن" إلى الله يدل على عظيم غضب الله على من يسيء إلى والديه، بينما الإسناد الثاني إلى من يلعن والديه هو إسناد مجازي يبرز أثر السببية والجرم الكبير في إحداث اللعنة.
وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم الإسناد المجازي أيضًا في دعائه عند سماع الأذان، مثل قوله: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، أتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وأبعثه مقامًا محمودًا". فالإسناد هنا يُظهر كمال الدعوة والصلاة بتمام الله سبحانه وتعالى وقيام المصلين، مع تعزيز أهمية إتمام الصلاة.
وأضاف الدكتور داود أن من أبرز أساليب الإسناد النبوي، إسناد العمل إلى الله في دعاء النبي: "اللهم اغفر لي ما مضى من ذنبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملًا زاكيًا ترضى به عني". حيث يظهر أن العمل الزاكي سبب، والرضا هو فضل من الله سبحانه وتعالى، مما يعكس تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وبيانه لمعنى السببية.


















0 تعليق