في لفتة ثقافية غير معتادة من نادٍ أوروبي، احتفل نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي بافتتاح المتحف المصري الكبير، عبر منشور رسمي على صفحته بموقع “فيس بوك”، وذلك قبل ساعات من قمته المنتظرة أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ونشر النادي اللندني صورة للاعبي الفريق أمام تمثال رمسيس الثاني، مرفقة بعبارة: “من أرض الحضارة إلى مواجهة نارية في الديربي، في يوم افتتاح المتحف المصري الكبير.. هدفنا الثلاث نقاط أمام تشيلسي.”

المنشور أثار تفاعلاً واسعًا بين مشجعي الفريق حول العالم، وخاصة من الجماهير المصرية والعربية التي اعتبرت الخطوة تقديرًا رمزيًا للحضارة المصرية في يومها التاريخي.

تلاقي الكرة بالحضارة

لم يكن منشور توتنهام مجرد دعاية لمباراة قمة، بل محاولة ذكية لربط الرياضة بالتاريخ والثقافة.

فالنادي الذي يملك قاعدة جماهيرية ضخمة في الشرق الأوسط، استغل مناسبة افتتاح أكبر متحف أثري في العالم ليعكس صورة النادي المنفتح على التراث الإنساني والحضارات القديمة.

ويأتي هذا التفاعل الثقافي بعد أيام قليلة من خروج الفريق من كأس رابطة المحترفين الإنجليزية على يد نيوكاسل بنتيجة 0-2، ما جعل مباراة الغد أمام تشيلسي فرصة لاستعادة الثقة.

المتحف المصري الكبير.. تحفة على أبواب الأهرامات

يُعد المتحف المصري الكبير (GEM) مشروعًا قوميًا مصريًا بدأ التخطيط له منذ عام 1992، وبدأ التنفيذ الفعلي عام 2005 بتكلفة تجاوزت المليار دولار.
يقع المتحف على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، ويُعد أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، حيث يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد.

الافتتاح، الذي وصفته وسائل الإعلام العالمية بأنه “حدث القرن الثقافي”، شهد حضورًا دوليًا واسعًا لأكثر من 40 زعيمًا ورئيس حكومة، إلى جانب شخصيات فنية وثقافية وسياحية بارزة، من بينها السير مجدي يعقوب، الذي شارك كضيف شرف تقديرًا لمسيرته الإنسانية والعلمية.

دلالات أوسع للاحتفال

ربط نادٍ عالمي مثل توتنهام حدثًا رياضيًا بمناسبة ثقافية مصرية يعكس مدى التأثير الحضاري لمصر، ويؤكد أن افتتاح المتحف لم يكن مجرد فعالية أثرية، بل مناسبة عالمية جمعت بين التاريخ والفن والرياضة.

وتؤكد هذه المبادرة أن الحضارة المصرية ما زالت قادرة على إلهام العالم — من المتاحف إلى ملاعب كرة القدم.

في يومٍ يلتقي فيه الماضي بالحاضر، وحيث تتجاور أهرامات الجيزة مع ديربي لندن، يبعث منشور توتنهام برسالة رمزية مفادها أن الحضارة لا تموت، وأن الفن والرياضة يمكن أن يشكّلا لغةً عالمية واحدة تتحدث باسم الإنسانية.