قالت البحرية الأوكرانية، اليوم الجمعة، إنها قصفت محطة طاقة حرارية روسية في منطقة أوريول، ومحطة كهربائية فرعية في نوفوبريانسك، باستخدام صواريخ كروز من طراز "نبتون" محلية الصنع.
وأوضحت البحرية عبر تطبيق "تليغرام" أن المنشأتين كانتا تزودان المؤسسات العسكرية الروسية بالطاقة، معتبرةً أن تدميرهما يمثل "ضربة قوية للبنية التحتية اللوجستية" التي تعتمد عليها موسكو في دعم جبهات القتال.
وتُعدّ هذه الهجمات جزءًا من حملة أوكرانية متصاعدة تستهدف القدرات الصناعية والعسكرية الروسية داخل الأراضي الروسية، في وقت تحاول فيه كييف موازنة كفة الحرب عبر الضغط على الاقتصاد الروسي من خلال ضرب منشآت الطاقة.
160 هجوماً ناجحاً منذ مطلع العام
من جانبه، أعلن رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك أن بلاده نفذت حوالي 160 غارة ناجحة على منشآت استخراج النفط وتكريره في روسيا منذ بداية العام الحالي.
وقال ماليوك خلال مؤتمر صحافي: "منذ مطلع السنة، كان هناك 160 هجوماً ناجحاً على منشآت استخراج النفط وتكريره في روسيا، وكل ضربة من هذه الغارات أضعفت قدرة موسكو على تمويل آلة الحرب".
وأشار المسؤول الأوكراني إلى أن الهجمات نُفذت باستخدام مزيج من الطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة، مؤكداً أن العملية تأتي في إطار ما وصفه بـ"الحرب الاقتصادية الدفاعية" ضد العدوان الروسي.
تراجع في قدرة روسيا على تكرير النفط
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي صرّح مطلع الأسبوع الجاري بأن روسيا فقدت أكثر من 20% من قدرتها على تكرير النفط نتيجة الهجمات الأوكرانية المكثفة.
وأضاف أن هذه العمليات "أثّرت بشكل مباشر على إمدادات الوقود داخل روسيا، وأدت إلى ارتفاع أسعار الوقود في عدد من المناطق"، ما يزيد الضغط الداخلي على الحكومة الروسية.
ويرى محللون أن ضرب منشآت الطاقة يمثل أحد أكثر الأساليب فعالية بالنسبة لأوكرانيا في الوقت الراهن، لتعويض محدودية قدراتها على الجبهات البرية.
تدمير صاروخ روسي متطور
وفي تطور آخر، كشف ماليوك أن أجهزة الاستخبارات الأوكرانية تمكنت بالتنسيق مع قوات خاصة من تدمير صاروخ باليستي روسي متوسط المدى من طراز "أورشنيك"، في جنوب غرب روسيا، قبل أكثر من عام.
وأشار إلى أن روسيا استخدمت هذا الطراز من الصواريخ للمرة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 لاستهداف مصنع عسكري أوكراني، لكنه لم يكن يحمل رأساً نووياً في ذلك الوقت.
تصعيد مستمر وتحوّل في التكتيك
تؤكد هذه العمليات، وفق مراقبين، أن أوكرانيا انتقلت من استراتيجية الدفاع إلى الهجوم العميق، معتمدةً على تطوير أسلحتها محلياً مثل صواريخ "نبتون" والطائرات المسيرة بعيدة المدى.
ويرجّح الخبراء أن الهجمات على منشآت الطاقة الروسية ستتزايد خلال الشتاء المقبل، في محاولة لإضعاف القدرات العسكرية الروسية ودفع موسكو نحو طاولة المفاوضات.

















0 تعليق