سلطت شبكة "فرانس إنفو" الفرنسية الضوء على الحدث العالمي الضخم الذي تنتظره مصر والعالم أجمع وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر غدا السبت، والذي يحتفي بثراء الحضارة المصرية القديمة.
وأوضحت الشبكة على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، أنه بعد استعدادات ضخمة، من المنتظر أخيرا للمتحف المصري الكبير، المُخصص للحضارة المصرية القديمة، أن يرى النور وسيتم افتتاحه رسميا غدا في احتفالية "مهيبة".
فصل جديد في تاريخ الحضارة المصرية
وأبرزت الشبكة إشادة التصريحات الرسمية المصرية والصحافة المحلية بهذا المتحف قبل الافتتاح كونه "حدث تاريخي" و"هدية مصر للعالم" من حيث هندسته المعمارية وكنوزه الثمينة، كما أنه يمثل "فصل جديد في تاريخ الحضارة المصرية".
يهدف هذا الحدث، الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، إلى الاحتفاء بإنجازات الحكومة المصرية وتعزيز السياحة في البلاد، حيث يضم المتحف مجموعة من أهم القطع الأثرية من العصر الفرعوني، وقد افتُتح المتحف بشكل تجريبي للجمهور في أكتوبر 2024، لكن غدا يتطلع العالم إلى افتتاحه رسميا.
وقبل هذا الحدث الكبير، تشير "فرانس إنفو" إلى معلومات مهمة يجب معرفتها عن هذا المبنى "الفرعوني"، الذي تُقدمه الحكومة المصرية على أنه "أعظم صرح ثقافي في القرن الحادي والعشرين".
"متحف يُجسد مجد الفراعنة"، ففي بداية المقال بعنوان "7 معلومات يجب معرفتها عن المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه"، أوضحت الشبكة الفرنسية أن هذا المتحف "يُجسد مجد الفراعنة"، حيث أنه يعرض ثلاثين أسرة حاكمة على مدار 5 آلاف عام من التاريخ. ويضم المبنى نحو 100 ألف قطعة أثرية، من أشهر القطع الأثرية من حضارة مصر القديمة، بعضها لم يُعرض من قبل من بينها تماثيل ضخمة، وتوابيت، وأدوات ومجوهرات، كانت محفوظة في أماكن مختلفة في البلاد، لكنها الآن مُجمعة في مساحة عرض تزيد عن 50 ألف متر مربع، ولأول مرة، تُجمع كنوز توت عنخ آمون في مكان واحد، فضلا عن تمثال رمسيس الثاني، والمركب الشمسي للملك خوفو.
"الهرم الرابع لمصر"، صمم هذا المبنى الضخم من الحجر والزجاج، الذي يضم المتحف المصري الكبير، من قِبل الشركة المعمارية "هينجان بينج" الأيرلندية، ليكون بمثابة "الهرم الرابع" بالقرب من مقابر الفراعنة خوفو وخفرع ومنقرع، وبلغت تكلفة هذا المشروع أكثر من مليار دولار، واستغرق بناؤه عشرين عاما من العمل الضخم.
وأبرزت الشبكة الفرنسية تشييد المتحف، فقد تم بناؤه حول درج فخم مُزين بتماثيل ضخمة، يؤدي إلى نافذة بانورامية تُطل على أهرامات الجيزة.
وفي الطابق العلوي، تُقام 12 قاعة لعرض حضارة الفراعنة من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر اليوناني الروماني، ويضم المبنى أيضا قاعات مخصصة للباحثين، ومخازن ومختبرات وورش ترميم، ومكتبات، ومركز مؤتمرات، بالاضافة إلى مطاعم وأماكن للتسوق.
"افتتاح كبير تم تأجيله مرارا"، ولفتت "فرانس إنفو" إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير تم تأجيله عدة مرات، ففي عام 2002، تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة، لكن تأخر بناؤه كثيرا، كما تم تأجيل افتتاحه الرسمي عدة مرات، ومؤخرا كان من المقرر أن يكون الافتتاح الرسمي في 3 يوليو الماضي، إلا أن السلطات المصرية قررت تأجيله في اللحظة الأخيرة بسبب التوترات الإقليمية، وبهدف منح الحدث "المكانة العالمية التي يستحقها".
واليوم، من المتوقع أن يشارك في حفل الافتتاح نحو 80 وفدا رسميا، من بينهم "40 وفدا من ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات"، وفقا لوزارة الخارجية المصرية، وفي دلالة على الأهمية الوطنية لهذا الحدث، عقد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعا رفيع المستوى الأسبوع الماضي مُخصصا للمضي قدما في الاستعدادات لهذا الحدث المهم، وفقا لبيان رسمي.
وخلال هذا الاجتماع، أكد السيد الرئيس السيسي على "ضرورة تعزيز التنسيق لضمان تنظيم حفل افتتاح يليق بمكانة مصر ودورها كمهد للحضارة العالمية".
ونقلت "فرانس إنفو" عن البيان أنه تم التركيز على البُعد الرمزي للمتحف المصري الكبير، الذي من المقرر أن يصبح مركزا ثقافيا وعلميا عالميا رائدا، يُسهم في تعزيز السياحة في مصر". وخلال زيارة تفقدية أخيرة للموقع مساء الأربعاء 29 أكتوبر، أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحدث يعكس، خصيصا، دور مصر كـ"دولة رائدة عالميا في مجال الثقافة"، وفقا لبيان آخر.
"تمثال رمسيس الثاني العملاق"، كما أبرزت "فرانس إنفو" وجود تمثال رمسيس الثاني الضخم، الذي يزن 83 طنا ويبلغ ارتفاعه 11 مترا، في مدخل المتحف "ليرحب بالزوار"، وذكرت في مقالها عدة معلومات عن رمسيس الثاني من بينها أنه حكم البلاد منذ أكثر من 3 آلاف عام (1279-1213 قبل الميلاد). وهو يُعد من أشهر ملوك الفراعنة، فقد جال تمثاله حول العالم مرتين، واستقطب ملايين الزوار في عام 1986، ومرة أخرى بين عامي 2021 و2025. وسيكون المتحف المصري الكبير مقره الأخير بعد عدة عمليات نقل منذ اكتشافه عام 1820 بالقرب من معبد ممفيس القديمة، جنوب القاهرة، وقد وقف هذا التمثال الضخم أمام محطة القطار "محطة مصر" بالقاهرة بين عامي 1954 و2006، قبل أن يتم نقله وسط احتفالات كبيرة إلى جوار أهرامات الجيزة.
"كنوز توت عنخ آمون"، يضم المتحف أيضا قاعة مخصصة للملك الشاب توت عنخ آمون، تحتوي على كنوز الفرعون الذي يعد الشخصية الأعظم في مصر القديمة.
ويعرض في القاعة أكثر من 4500 قطعة جنائزية من أصل خمسة آلاف قطعة اكتشفها عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر عام 1922 في مقبرة سليمة في وادي الملوك، في صعيد مصر.
ومن أشهر هذه القطع قناع توت عنخ آمون الجنائزي الذهبي المرصع باللازورد، وتابوته الحجري المصنوع من الكوارتز الأحمر الذي يحتوي على ثلاثة توابيت متداخلة، أصغرها مصنوع من الذهب الخالص ويزن 110 كيلوجرامات.
"المركب الشمسي للملك خوفو"، صُمم مبنى منفصل في المتحف بمساحة 4000 متر مربع خصيصا لاستضافة المركب الشمسي للفرعون خوفو، الذي يوصف بأنه أكبر وأقدم قطعة أثرية خشبية في تاريخ البشرية، وبني المركب المصنوع من خشب الأرز والأكاسيا قبل نحو 4600 عام، ويبلغ طوله نحو 43.5 أمتار، وقد اكتشف عام 1954 في الركن الجنوبي من أكبر الأهرامات الثلاثة.
ويمكن للزوار، عبر جدار زجاجي، مشاهدة أعمال الترميم الدقيقة الجارية على مركب شمسي ثاني اكتشف عام 1987، الذي نقل في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين قرب الهرم نفسه.
"ازدهار سياحي"، من المتوقع أن يعطي هذا الحدث دفعة قوية لقطاع السياحة في مصر، فبعد سنوات من التعثر نتيجة عدم الاستقرار السياسي في البلاد، وجائحة كورونا، بدأت السياحة المصرية، التي تُعد ركيزة أساسيةً لاقتصاد البلاد، بالتعافي، حيث بلغت الإيرادات 14.4 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2023-2024 (بزيادة قدرها 34.6% مقارنة بالسنة المالية السابقة)، مع تسجيل عدد قياسي من السياح منذ بداية الجائحة.
واستقبلت مصر 15 مليون زائر أجنبي في الأشهر التسعة الأولى من العام، بزيادة قدرها 21% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مما أدى إلى تحقيق إيرادات بلغت 12.5 مليار دولار أمريكي (بزيادة قدرها 14.7%)، وفقا للأرقام الرسمية، وتتوقع السلطات المصرية استقبال 17.8 مليون سائح في عام 2025 و18.6 مليون سائح في عام 2026، بفضل السياحة الشاطئية والثقافية.
ومع توقع استقبال المتحف المصري الكبير 5 ملايين زائر سنويا، يتمثل الهدف في تعزيز إيرادات السياحة لدعم الانتعاش الاقتصادي في مصر.
ولاستهداف جمهور على نطاق أوسع، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن شراكة استراتيجية مع منصة "تيك توك"، تهدف إلى "تعزيز الرؤية الثقافية لمصر على الساحة العالمية".
هذا وسيتم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير غدا /السبت/، في احتفالية عالمية ضخمة بحضور عدد من رؤساء الدول، والسفراء، وكبار الشخصيات العامة.
يضم المتحف آلاف القطع الأثرية توضح مسيرة الحضارة المصرية العريقة وتروي فصول تاريخها الممتد منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني الروماني، والتي تأخذنا في رحلة مذهلة عبر تطور الفكر والفن والعمارة المصرية، لتجعل من المتحف أعظم موسوعة حية تخلد عبقرية المصري القديم وتُبرز إبداعه الخالد عبر آلاف السنين.











 
            






 
                
            
0 تعليق