غدًا ليس يومًا عاديًا في عمر الوطن، بل لحظة ويوم عظيم  يتوقف عنده التاريخ احترامًا واجلالا لهذا الوطن الشامخ
حين تتحدث الحجارة من جديد وتُخبر العالم أن الحضارة لا تموت، وأن مصر لا تُهزم وأن الهوية تنتصر وتصفع الخيانة من جديد بسواعد وعرق وصبر أبنائها فمن قلب الصبر خرج المجد ومن الإرادة ولدت المعجزة
 كنت أمس أسير في الطريق المؤدي إلى المتحف المصري العالمي الكبير، والطريق نفسه بدا وكأنه يتحول إلى قصيدة مجدٍ تُكتب على أرض الواقع
أعلام ترفرف،  اللمسات الأخيرة تتحدث عن نفسها ، ملامح العظمة تملأ المكان،  وشعور الفخر تسلل إلى قلبي حتى ارتجف جسدي كله ووجدت الناس قمة في السعادة والفخر بهذا الوطن الذي أصبح عنوانا للريادة بعد أن رسم علي طرقه عظمة وشموخ لاقتراب الحدث الفريد العالمي وانتظار الافتتاح الذي سيبهر العالم كله. قلت لنفسي وأنا أراقب هذا المشهد المهيب: "كم أنتِ عظيمة يا مصر، وكم كنتِ صبورة حتى أصبحت الروعه والعظمة عنوانك
لكن خلف هذا الفخر، عاد شريط الذكريات ليلمس وجعي القديم... عدت إلى عامٍ كالحٍ حين سُرقت البلاد على يد من ظنوا أنهم قادرون على طمس الهوية وسرقة الوعي.
كنت يومها أجلس مع صديقتين في مكان عريق اعتدنا اللقاء فيه، تلك الجدران تشهد على لحظة لم أنسها أبدًا حين نظرت إلينا الصديقة الثالثة بابتسامة شماتة وقالت: "جالكم اللي يربيكم كانت كلماتها كالطعنة... لم تصبني وحدي، بل أصابت قلب كل مصري شريف. أدركت حينها أن الخيانة ليست فقط سلاحًا، بل فكرٌ خبيث يسكن ويتسلل العقول الضعيفه المريضه الخبيثة التي باعت ترابها ووطنها ومن يومها، قررت أن أغلق بابي في وجه كل خائن وكشف أمامي بهذه الفجاجة، وأن أفتح قلبي وعيني واحساسي ومشاعري لبلدي وادعو لها كثيرا بالتحصين من كل عابث خائن باع وطنة من أجل حفنة من المال فهذه الفئة من البشر كم هي وضيعة وقليلة وصغيرة
 واليوم، وأنا أسير أمام هذا الصرح العظيم أيقنت أن العدالة الإلهية لا تغيب، وأن الله يُمهل ولا يُهمل.
فغدًا، السبت 1 نوفمبر 2025، سيكون يومًا تُصفع فيه الخيانة مرة أخرى يومًا تتكلم فيه الحجارة، لتقول لمن أرادوا إسقاط مصر: "ها هي الحضارة التي أردتم دفنها... قد بعثت من جديد.
من مشروع متعثر إلى معجزة وطنية
 قصة المتحف المصري الكبير ليست مجرد مشروع إنشائي فحسب 
بل رواية عن إصرار أمة أرادت الحياة، فصنعت من الصعاب طريقًا للمجد.
 بدأ الحلم في عام 2002، لكنه تعثر لسنوات طويلة حتى وصلت نسبة التنفيذ عام 2016 إلى 16% فقط.
كان المشروع يوشك أن يتوقف،
لولا أن القدر أرسل قائداً مؤمنًا بعظمة هذا الوطن، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية والقائد الأعلى للقوات المسلحة .
الذي تدخّل بحسم ورؤية واضحة، ليأمر باستكمال المشروع وتوفير كل سبل الدعم له .
 ومنذ تلك اللحظة، تغيرت ملامح الحلم...
تحول الحلم  الصغير إلى ملحمة بناء وطنية عملاقة تهدي العالم أعظم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين 
شارك فيها آلاف المهندسين والعمال والخبراء المصريين
ليكتبوا سطورًا جديدة في سجل النهضة المعاصرة
 اليوم يقف المتحف شامخًا على هضبة الجيزة
على بُعد خطوات من الأهرامات الخالدة،
كأنه يمد يده ليصافح أجداده من الفراعنة ويقول لهم:"ها نحن نحمل الراية من جديد، ولن نسقط أبدًا
 إنه ليس مبنى فقط، بل جسر بين الماضي والمستقبل
يجمع بين عبقرية المصري القديم وبراعة وحنكة  وصبر المصري الحديث
ليُثبت أن الحضارة الحقيقية لا تُبنى بالحجارة فقط، بل بالإرادة والإيمان.
تحفة معمارية تُجسد روح مصر
 وفي سياق المقاله وصفت شبكة يورونيوز المتحف بأنه "تصميم جريء وملهم"
لأنه يجسد بعبقرية مدهشة تزاوجًا فريدًا بين عظمة التاريخ الفرعوني وجرأة الحداثة المعمارية.
 الهيكل الهرمي والمثلثات الزجاجية ليست مجرد أشكال هندسية
بل رسائل رمزية تُحيي مجد الأجداد وتُعبّر عن صعود جديد نحو المستقبل.
حتى المواد التي بُني بها المتحف تُخبرك أن مصر تفكر في الغد
فهي صديقة للبيئة، تقلل استهلاك الطاقة، وتحافظ على درجات الحرارة الداخلية في توازنٍ مذهل ودقيق للغايه
 المتحف لا يعرض الآثار فقط،
بل يحتضن أكبر مركز للبحث والترميم الأثري في العالم
ليصبح ليس مجرد دار للعرض، بل منارة علمية وثقافية عالمية
 ويقف المتحف على هضبة النيل الصحراوية، على بُعد مئات الأمتار من الأهرامات
في مشهد أسطوري يُشعرك وكأن الزمن كله انحنى احترامًا لمصر،
واجتمع في نقطة واحدة ليحكي قصة حضارةٍ وُلدت لتبقى
زاهي حواس: أعظم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين
 ومن جانبة يقول عالم الآثار العالمي الدكتور زاهي حواس إن المتحف المصري الكبير هو أعظم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين،
موضحًا أنه "أكبر من متحف اللوفر بثلاثة أو أربعة أضعاف"،
ويُقام على مساحة 117 فدانًا،
في مشهد معماري مهيب يخطف أنظار العالم من لحظة النظر الأولى.
وأضاف أن العالم بأسره ينتظر هذا الافتتاح التاريخي الذي سيحدث نهضة سياحية وثقافية غير مسبوقة لكنه شدد على ضرورة إنشاء فنادق جديدة بمنطقة الأهرامات لاستيعاب الزوار المنتظرين من مختلف دول العالم.
فالمتحف، كما يقول حواس، ليس مجرد قاعة عرض بل تجربة إنسانية تعيد للزائر شعور الانتماء إلى الجذور الأولى للبشرية.
مصر... الرسالة التي لا تموت والحضارة الخالدة علي مر العصور
وأنا أسير مع أبنائي اليوم نظرت إلى ابنتي التي كبرت وقلت لها: “من 12 سنة، كنتي صغيرة، وكنت خايفة عليكي وعلى أخوكي، لكن كنت واثقة إن مصر مش هتتكسرالنهارده شوفي يا بنتي، بلدك واقفة قوية، والعالم كله بيتفرج عليها بإعجاب ودهشة” اليوم لا نحتفل فقط بافتتاح متحف، بل نحتفل بانتصار هويةٍ حاولوا سرقتها، وبعودة وطنٍ لم يعرف الهزيمة يومًا.
لقد انتصر الإخلاص على الخيانة، وانتصرت الإرادة على الفوضى، وانتصرت مصر... لأنها كانت دائمًا تُحارب من أجل الحياة.
حين تتكلم الحجارة... تصمت الأكاذيب
ها هي مصر، تقف أمام العالم كله شامخة الرأس، تقول لكل من شكك، أو خان، أو تآمر: "من يملك التاريخ لا يُهزم، ومن يملك الحضارة لا يُمحى."
المتحف المصري الكبير ليس فقط صرحًا أثريًا بل رمزٌ لانتصار الروح المصرية التي لا تموت، مهما اشتدت العواصف.
 وغدًا، حين تُضاء أنوار المتحف في ليلة الافتتاح ستُضيء معها ذاكرة وطن قاوم الظلام بالنور والخراب بالعلم، واليأس بالأمل. غدًا تتكلم الحجارة... وغدًا تتجدد المعجزة.
مصر لا تُكسر... مصر تُبهر.
وستظل تُبهر العالم إلى الأبد
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه اني عشت وكتبت هذه المقاله لأنها بالنسبة لي أعظم ما كتب من مقالات




 
            






 
                
            
0 تعليق