قالت الكاتبة صفاء النجار، إن قصة المتاحف في مصر لم تبدأ مع المتحف المصري الكبير، بل تمتد جذورها إلى منتصف القرن التاسع عشر، حين بدأت الدولة المصرية تضع اللبنات الأولى لحماية آثارها وصون هويتها الحضارية.
وأوضحت خلال برنامج "أطياف" على قناة الحياة، أن أولى الخطوات الحقيقية كانت عندما اكتسب مخزن بولاق الصفة المتحفية في 5 فبراير عام 1858، ليصبح بعد سنوات قليلة أول متحف رسمي في مصر تحت اسم متحف بولاق، الذي جرى افتتاحه في 18 أكتوبر عام 1863 بحضور الخديوي إسماعيل.
وأضافت أن هذا المتحف حمل في البداية اسم "الأنتيك خانة" أي دار الآثار القديمة، وكان يمثل نقلة نوعية في تاريخ الوعي المصري بأهمية حماية تراثه، إذ جمع بين مظاهر التنظيم والعرض العلمي للآثار المصرية القديمة في مكان واحد.
وتابعت النجار أن الخطوة الثانية المهمة جاءت في عهد الخديوي توفيق، حين تم إنشاء متحف "الأنتيك خانة إليزا" للآثار المصرية القديمة عام 1891 داخل أحد قصور الخديوي إسماعيل، وذلك بعد تعرض متحف بولاق لأضرار جسيمة بسبب فيضان النيل.
وأكدت أن هذا التطور عكس إصرار الدولة المصرية على مواجهة التحديات الطبيعية والحفاظ على إرثها الإنساني الفريد، مشيرة إلى أن هذه الجهود المتعاقبة لم تكن مجرد محاولات لحفظ الآثار، بل تعبير عن روح مصرية أصيلة ترى في تراثها جزءًا من كيانها الوطني وهويتها الحضارية.
وأكدت أن افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم يُعد ذروة هذه المسيرة التاريخية الممتدة لأكثر من 160 عامًا، فهو ليس مجرد متحف جديد، بل رمز لاستمرارية الوعي المصري بحضارته وقدرته على تقديمها للعالم في أبهى صورة.










 
            






 
                
            
0 تعليق