اعترافات قاتل الأم والأطفال: «ضغط العيال» دفعنى لقتلهم.. وسممت اثنين وألقيت الثالث فى ترعة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كان شارع محمود حربى المتفرع من شارع اللبينى بمنطقة الهرم هادئًا كعادته، حتى خرجت صرخة من العقار رقم ١٦، كانت بداية للكشف عن واحدة من أبشع جرائم القتل.

الصرخة أطلقتها سيدة وطفلاها على السلم، فخرج الوالد ليطمئن عليهم، وفوجئ مثلهم بوجود طفلين صغيرين، صبى وفتاة، الولد أزرق الوجه جامد الملامح ويبدو ميتًا، والطفلة يهتز جسدها برعشة شديدة وتقاوم حتى لا تفقد الوعى.

تجمع الجيران، واقتربوا من الفتاة لمحاولة معرفة اسمها أو أى تفاصيل أخرى يمكن أن تساعد. وبلسان ثقيل قالت البنت: «أنا بنت حمادة من بيت أبوالمكارم فى المنشية» ثم فقدت الوعى.

أبلغ أهالى قسم شرطة الهرم، وفى نفس الوقت تعرف شخص من بين الواقفين على اسم والد الفتاة، واتصل به فورًا وقال له: «فيه بنت هنا مغمى عليها بتقول إنها بنتك».

وبدأت رحلة رجال مباحث الجيزة لفك طلاسم البلاغ المريب، بعدما قال والد الطفلين إن زوجته تشاجرت معه منذ ٢٠ يومًا وتركت البيت وأخذت «الأطفال الثلاثة»، وقالت إنها ستذهب لأهلها لكنها اختفت، وقد حرر محضرًا باختفائها هى والأطفال.

لجأ الضباط إلى كاميرات المراقبة، واكتشفوا ظهور شخص يحمل الطفلين، واحد تلو الآخر، من توك توك إلى مدخل العقار، ثم انصرف.

وبدأت رحلة البحث عن التوك توك الذى ألقى منه الطفلين «سيف الدين» و«جنى». ومن حسن الحظ أن أرقام المركبة كانت واضحة، وهناك علامة مميزة بها، وهى «عروسة لعبة» تتدلى أمام السائق. وتوصل رجال الأمن لسائق التوك توك، وكان صبيًا فى سن الـ١٥ عامًا.

وقف الولد خائفًا عندما عُرض أمامه مقطع الفيديو الذى يوثق الجريمة، وقال: «والله ما عملت حاجة ولا أعرفهم.. ده فيه اتنين رجالة وقفونى وطلبوا منى نوصل العيال دى عند مامتهم عشان عيانين.. أنا بشتغل وبوصل الناس بس ماليش دعوة دول مين ولا بيعملوا ايه». ووصف الشخصين بدقة وحدد المكان الذى اصطحبهما منه.

وقبل مرور ٢٤ ساعة على البلاغ تمكن رجال الأمن من التوصل إلى الرجلين، والكشف عن تفاصيل الجريمة البشعة.

اتضح أن المطلوبَين هما «أحمد» و«رمضان»، وجرى وضع كل منهما فى غرفة تحقيق منفصلة.

«رمضان» قال إن «أحمد» رب عمله، وطلب منه مرافقته لتوصيل الطفلين لوالدتهما لأنهما مريضان، وأكد أنه لم يكن يعلم أنه قاتل.

أما «أحمد» فحاول المراوغة فى البداية، لكن بعدما واجهه الضباط بمقطع الفيديو الذى يظهر فيه حاملًا الطفلين، اعترف بأنه قاتل.. ليس اثنين بل أربعة، فقد كشف عن أنه قتل الأم أولًا ثم سمم الطفلين، وألقى الطفل الأصغر فى ترعة المنصورية.

وحكى المتهم أنه مطلق وليس له أولاد، ويمتلك محل أدوية بيطرية، ومنذ ٣ أشهر بدأت سيدة منتقبة فى التردد على محله لتشترى أعلافًا للدواجن وأدوية بيطرية، وبمرور الوقت تحول الحديث العابر إلى حوار خاص، وقالت له إن زوجها يسىء معاملتها واضطرت للعمل فى تنظيف المنازل للمساعدة فى نفقات الحياة.

وادّعى المتهم حدوث علاقة عاطفية بينهما، وبعد فترة قالت له إنها تريد الانفصال عن زوجها، فعرض عليها الانتقال للإقامة معه: «كنت فاكر إنى هاعيش شوية دلع». وانتقلت السيدة بالفعل برفقة أبنائها للإقامة معه فى شقة استأجرها بشارع سليم آخر شارع فيصل.

وذكر أن السيدة طالبته بالزواج عقب إنهاء إجراءات طلاقها من زوجها، لكنه لم يكن يريد الزواج منها، وأحس بأنه تورط، وبعدها علم أنها تقيم علاقة مع رجال آخرين، حسبما ادّعى. فقرر قتلها بعدما شعر بالخيانة.

لم يفكر كثيرًا فى طريقة القتل، خاصة أن محله ملىء بالمواد القاتلة، فلجأ إلى مادة كاوية وخلطها بدواء بيطرى ليجعل منه الخلاص لـ«زيزى» وصغارها الأبرياء.

وفى لحظة رومانسية بينه وبين ضحيته الأولى، أعد لها كوب عصير وأضاف عليه المادة القاتلة، وطلب منها تناوله، فاستجابت دون تردد، وبعد لحظات كانت تصرخ من الألم، وهو بخبث رسم على وجهه علامات الهلع، وقال إنه سينقلها للمستشفى، وحرص على التأخر حتى لا يتمكن الأطباء من إنقاذها.

استوقف تاكسى لتوصيله لمستشفى قصر العينى، وأدخل «زيزى» إلى قسم الطوارئ، وزعم أنه زوجها، وسجل اسمين مزيفين فى الأوراق، وبعد دقائق أبلغه الأطباء بأنها ماتت، فادّعى الحزن، وتسلل خارجًا وترك الجثة.

مرت ٣ أيام، وأصبح الأطفال يضغطون عليه ويطلبون أمهم، فرأى أن الصغار يشكلون خطرًا عليه، لأنهم يعرفون شكله، فقرر قتلهم.

قال للصغار إنه سيصطحبهم فى نزهة، وعرض عليهم تناول العصير المميت، فوافق الولد والبنت، واعترض الصغير «مصطفى».

بعد دقائق بدأت علامات الإعياء تظهر على الطفلين، فوقف أمام ترعة المنصورية وألقى الطفل الأصغر، فامتلأت رئتيه بالماء وسحبه القاع.

وذكر أنه استعان بمساعده «رمضان» للتخلص من الطفلين، وحدث ما ظهر فى الفيديو المستخرج من تسجيلات كاميرات المراقبة، وبعدها عاد إلى منزله وعاش حياته بشكل طبيعى حتى ألقى القبض عليه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق