«التاريخ يعيد وجعه».. صورة أم وطفلها تهزّ العالم وتكشف مأساة السودان

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد أعاد إلى الأذهان صورة الشهيد الفلسطيني محمد الدرة، اجتاحت مواقع التواصل صورة مؤلمة لأم سودانية تحتضن طفلها قبل لحظات من إعدامها في مدينة الفاشر بإقليم دارفور في السودان.

المشهد الذي حمل عنوان «التاريخ يعيد نفسه في السودان» تحوّل إلى رمز للألم الإنساني، حيث تفاعل معه الملايين حول العالم وانهالت التعليقات الغاضبة على ما يحدث في السودان من فظائع وانتهاكات.


دارفور تنزف.. والفاشر تحت النار

المدينة التي كانت ملاذًا للنازحين أصبحت اليوم رمزًا للموت. فبعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، تحوّلت الفاشر إلى مقبرة جماعية.

شهادات محلية وتقارير حقوقية تحدثت عن انتهاكات مروّعة بحق النساء، شملت الاغتصاب والقتل والتعذيب. بعض النساء اضطررن لطلب حبوب منع الحمل خوفًا من الاعتداءات المتكررة، بينما تعيش العائلات في رعبٍ دائم تحت الحصار والعنف.


الصورة التي خدعت العالم

لكن المفاجأة جاءت لاحقًا، إذ تبيّن أن الصورة المنتشرة ليست حقيقية، بل مولّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

صاحب المقطع، الشاب “Khoubaib Ben Ziou”، أوضح أن المشهد صُمّم للتعبير عن التضامن مع سكان الفاشر وتسليط الضوء على معاناتهم بعد انتشار مقاطع توثّق إعدامات جماعية بحق المدنيين.

ورغم أنها ليست صورة واقعية، إلا أن رمزيتها جعلتها أكثر صدقًا من آلاف التقارير، لأنها لامست الوجدان وعبّرت عن وجعٍ حقيقي يعيشه الشعب السوداني كل يوم.


بين الحقيقة والرمز.. جرح لا يندمل

في السودان، لا تحتاج المأساة إلى صور مزيفة كي تُصدّق، فالفيديوهات القادمة من دارفور تكشف واقعًا يتجاوز الخيال: جثث لمدنيين في الشوارع، ومقاتلون يتباهون بتصفية الأسرى.

تحوّلت ميليشيات الدعم السريع إلى كيانٍ مسلحٍ عابرٍ للحدود، يزرع الموت وسط صمت دولي مخجل، بينما يدفع الأبرياء الثمن وحدهم.


حين تصرخ الصورة بصوت المقهورين

سواء كانت الصورة واقعية أم خيالية، فإنها صارت صرخة إنسانية ضد القسوة والصمت.
في الفاشر اليوم، الأمهات لا يلتقطن الصور، بل يودّعن أبناءهن إلى المجهول.

وإذا كان مشهد محمد الدرة قد هزّ ضمير العالم قبل ربع قرن، فإن مأساة السودان اليوم تنتظر ضميرًا عالميًا جديدًا ليستيقظ.

فـ التاريخ لا يعيد نفسه عبثًا... بل ليذكّرنا بأننا لم نتعلم بعد كيف نحمي الإنسان من الإنسان.

أخبار ذات صلة

0 تعليق