أكد الناشط السياسي الفلسطيني فارس مروان فارس أن العالم أجمع بات مقتنعًا بأن اللاعب المركزي في الساحة الفلسطينية عامة، وقطاع غزة خاصة، هو جمهورية مصر العربية.
وأوضح فارس في تصريحات خاصة لـ الدستور أن مصر تدرك طبيعة القطاع المتفجرة، وتملك مفاتيح إغلاق وفتح الباب نحو تسوية سياسية شاملة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
عمل مصر يرتكز على تراتبية منطقية
وأشار إلى أن عمل مصر يرتكز على تراتبية منطقية تبدأ مع كل تصعيد عسكري بالتوصل قدر الإمكان إلى وقف إطلاق النار لتجنب المزيد من الخسائر البشرية والدمار، ثم تنتقل إلى مرحلة تهدئة طويلة الأمد تُسهم في خلق مناخ مناسب لتحريك العملية السياسية.
وأضاف فارس أن انقلاب حركة حماس على السلطة في قطاع غزة عام 2007 وأقصاء الشرعية الفلسطينية المعترف بها دوليًا أدى إلى أخطر انقسام في الساحة الفلسطينية، وأن مصر تعمل بصبر على خطين متوازيين: التهدئة والمصالحة، واللذين يُنظر إليهما من المنظور الاستراتيجي على أنهما يكمل أحدهما الآخر أو يؤثر في مساره.
ولفت فارس إلى أن مصر لم تمارس دورها كوسيط محايد كما تفعل بعض الدول الأوروبية، بل كصاحبة مصلحة مباشرة في التهدئة وكدولة ملتزمة بالحقوق الوطنية الفلسطينية كأساس لأي تسوية، مستفيدًة في ذلك من موقعها الجغرافي الحاسم في المنطقة.
وأشار فارس إلى أن مصر تواصل منذ إعلان وقف إطلاق النار متابعة تنفيذ الاتفاق لتجنب انهياره، خصوصًا بعد أزمة جثامين الأسرى الإسرائيليين، والتي تواجه حماس صعوبات في استخراجها نتيجة للدمار ونقص المعدات. وأضاف أن القاهرة أرسلت آليات للمساعدة في الحفر والبحث عن الجثامين، بهدف ضمان استمرار وقف إطلاق النار والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار، التي تعزز صمود السكان وتمنع أي محاولات لتفريغ القطاع من سكانه، وفقًا لتقديره.
وأوضح فارس أن مصر تعمل على سد ذرائع الاحتلال، من خلال ترتيب البيت الفلسطيني ودعوة جميع القوى والفصائل ومكونات العمل السياسي إلى حوارات معمقة، للخروج ببرنامج توافقي للمرحلة المقبلة وفتح الباب لتسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية، في ظل دعم دولي واسع لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن التهدئة المستمرة والمصالحة المدروسة تمثل ركيزة استراتيجية مصرية للحفاظ على استقرار القطاع، وتأمين البيئة السياسية اللازمة لدفع جهود السلام وإعادة الحقوق الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية.












0 تعليق