تشهد السودان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا في عدة مناطق، بعد استيلاء ميليشيات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ما أدى إلى موجة نزوح هائلة وأزمة إنسانية حادة.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن خطوط الاشتباك تمتد بين دارفور وكردفان، مع تركيز على مدينة الأبيض وبارا وأم دم حاج أحمد، حيث تتصاعد العمليات البرية والجوية بين الميليشيات والقوات الحكومية.
فرار أكثر من 30 ألف مدني إلى مناطق آمنة
وفور استيلاء الميليشيات على الفاشر، فرّ أكثر من 30 ألف مدني إلى مناطق آمنة في غرب دارفور، بما في ذلك تويلا وجبل مرا، بحثًا عن مأوى وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية.
وتؤكد المنظمات الإنسانية أن الوضع الإنساني في المدينة يزداد خطورة مع استمرار حصار المدنيين وانقطاع المساعدات.
ووثقت تقارير حقوقية حالات قتل جماعي واختطاف وتعذيب للمدنيين، إضافة إلى عمليات نهب واسعة لممتلكات الأهالي.
استهداف الكوادر الطبيعة والمستشفيات
ومن أبرز الانتهاكات، استهداف مستشفى الأمومة السعودي في الفاشر، ما أسفر عن مقتل أكثر من 460 مريضًا ومرافقًا لهم، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، بينما تعرض عدد من العاملين الصحيين للاختطاف، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وفي كردفان الشمالية، وثقت مصادر طبية ميدانية قتل 38 مدنيًا على يد ميليشيات الدعم السريع في منطقة أم دم حاج أحمد، في عمليات وصفها الأطباء بأنها قتل ممنهج واستهداف للمدنيين العزل.
كما سجلت الاشتباكات هجمات على مدينة الأبيض وبارا، ومع صد القوات المسلحة السودانية لهجمات الميليشيات على الرهد وجبل الهشاب، في إطار تعزيز خطوط الدفاع وحماية المدن الحيوية.
وتشير المصادر الميدانية إلى استمرار تعزيز القوات الحكومية لمواقعها في دارفور وكردفان، عبر وحدات قتالية متخصصة ودعم لوجستي مكثف، استعدادًا لما يُعرف بـ “معركة الكرامة”، المرحلة الفاصلة في محاولات استعادة السيطرة على المدن الاستراتيجية ومنع تمدد نفوذ ميليشيات الدعم السريع.









0 تعليق