توفّي منذ قليل المصوّر المصري كيرلس صلاح، في حادث مأساوي رافقه فيه زميله المصوّر ماجد هلال، أثناء تأديتهما عملاً تصويرياً لإحدى الإعلانات التجارية، الحادث الذي وقع بسقوطهما من أعلى ونش، ترك صدمة كبيرة في الوسط الفني والمصورين، حيث عرف كيرلس بمهنيته العالية وحضوره الدائم في المهرجانات والفعاليات الفنية، خلف الكاميرا أو على الريد كاربت، ملتقطاً أجمل اللحظات للنجوم وتوثيق الحدث بأدق التفاصيل.
من هو المصور كيرلس صلاح؟
كيرلس صلاح كان مصوّراً محترفاً ومدير تصوير له باع طويل في مجال الإعلانات، حيث عمل على تصوير عدة إعلانات لصالح علامات تجارية كبرى مثل فودافون، انفنتي، ومصر للطيران، ما أكسبه سمعة مميزة بين الشركات والفنانين على حد سواء، وبفضل خبرته ومهارته، أصبح اسمه مرتبطاً بالمهنية العالية ودقة اللقطات، ما جعله خياراً أول للعديد من المشاريع الكبرى في مصر.
حضور كيرلس صلاح المهرجانات الفنية
لم يكن كيرلس مجرد مصوّر، بل شخصاً يحرص على حضور الأحداث والمهرجانات الفنية، ليكون شاهداً بصرياً على كل التفاصيل، حضوره المتواصل جعله قريباً من النجوم، الذين وصفوه دائماً بالشخصية الودودة والمجتهدة، والمحبّة لتوثيق كل لحظة بأمانة وحرفية.
كيرلس صلاح يتمنى تحقيق أحلامه هذا العام
من اللافت أنه قبل أشهر قليلة، كتب كيرلس في منشور رصده موقع تحيا مصر بمناسبة عيد ميلاده هذا العام كلمات صادقة تعكس طموحه وإصراره على تحقيق أحلامه: "سنين بتعدي، كل يوم بتعلم شيء جديد، بحاول اتعب على قد ما أقدر عشان أكون عند حسن ظنكم، وبفرح إني بقابل في طريقي ناس جميلة وجدعة بقوا مع الوقت عشرة عمر وجزء من عيلتي، بحمد ربنا على كل النعم اللي ادهالي وأولها كل حبايبي اللي بتشرف بيهم، وبقول لنفسي دايما إني لازم أكمل واجتهد دايما عشان أحقق أحلامي.. دعواتكم بسنة جديدة يبقى كلها خير، وشكرا لكل الناس اللي كلمتني وكانت مهتمة تفرحني في عيد ميلادي".
وفاته اليوم ليست خسارة فنية فحسب، بل صدمة شخصية لكل من عرفه أو تعامل معه، فهو ترك وراءه ذكريات وصوراً وثّقها بعناية، بالإضافة إلى حضور إنساني مميز جمع بين الموهبة والصدق والإخلاص في العمل، ويعد الحادث تذكيراً بخطورة العمل الميداني للمصورين في موقع التصوير، خصوصاً عند التعامل مع معدات مرتفعة وخطيرة، حيث كانت اللقطة الأخيرة له مع زميله ماجد هلال شاهدة على تفانيهما في العمل حتى اللحظة الأخيرة.
كيرلس صلاح كان مثالاً للمصور الذي يجمع بين الإبداع والمهنية، وأثبت بحياته القصيرة أن الشغف والعمل الدؤوب يمكن أن يصنع بصمة واضحة في عالم الفن والإعلان. ورحيله المفاجئ يترك فراغاً كبيراً في الوسط الفني، ويذكّر الجميع بأن الكاميرا التي توثق الفرح والنجاح، قد تواجه أحياناً أخطر اللحظات.














0 تعليق