أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحفاظ على التراث والآثار المصرية ليس مجرد اهتمام ثقافي أو سياحي، بل هو واجب ديني وحضاري، لأن الآثار جزء من ذاكرة الأمة وشاهد على عظمة الإنسان المصري عبر العصور.
وأوضح، أن العلماء المسلمين اهتموا منذ قرون بكتابة مؤلفات حول أهمية التراث والآثار، مشيرًا إلى أن من أبرزها كتاب "الرسالة المصرية" لأبي الحسن الأندلسي في القرن السادس الهجري، وكتاب "أنوار علوي الأجرام في الكشف عن أسرار الأهرام" الذي ألّفه الشريف جمال الدين محمد بن عبد العزيز الحسيني الإدريسي، نقيب الأشراف في زمانه والمتوفى سنة 649هـ، والذي تناول فيه رمزية الأهرامات وأهميتها بوصفها من عجائب العالم التي تدعو الإنسان للتأمل في قدرة الخالق.
وأضاف الدكتور وسام أن الحافظ السخاوي — وهو من كبار أئمة الحديث بعد الحافظ ابن حجر — روى أنه زار الأهرام سنة 851هـ مع طلابه، وصعدوا إلى قمتها، وأن العالم البقاعي أنشد هناك قصيدة في التأمل في صنع الله، مؤكدًا أن هذا دليل على عمق الوعي لدى علماء الإسلام بقيمة الآثار باعتبارها دلائل على الإبداع الإنساني في ضوء الإيمان.
وأشار إلى أن الصحابة والأنبياء والأولياء مرّوا بهذه الأرض المباركة، وأن مصر كانت ولا تزال "المقام الكريم" و"المبوأ الصدق" كما وصفها القرآن الكريم، مؤكّدًا أن الله كتب لها الأمن إلى قيام الساعة بقوله تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»
وشدد الدكتور وسام على أن المصري لا يحتاج إلى توصية في حسن معاملة السائحين، فكرم الضيافة من طبعه الأصيل، وهذا ما يجعل الزائر يشعر بأن مصر بلد الأمن والجمال والإيمان.
وأردف: "حين يأتي السائح إلى مصر يرى الحضارة في الأخلاق قبل أن يراها في الحجارة، ويرى الجمال في الوجوه قبل أن يراه في المعابد."
وقال إن شعار المتحف هذا العام "هديّة مصر للعالم" يعبّر بصدق عن رسالة هذا البلد العريق، الذي علم العالم السلام من شرم الشيخ، ويعلّمه اليوم معنى الأمن من قلب المتحف المصري الكبير: "مصر بلد الأمن كما أنها بلد الإيمان، ومنها ينبع السلام والجمال إلى العالم أجمع."


















0 تعليق