د. محسن البطران:
نسعى لرفع نسب الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد
الزراعة والأمن الغذائي وجهان لعملة واحدة.. وكلاهما أمن قومي
هدفنا معالجة مشكلات المياه والأسمدة والتقاوي لتحقيق طفرة إنتاجية
الفلاح في صدارة اهتمامنا.. ونطالب بتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة
إلغاء الدورة الزراعية كان له آثار سلبية كبيرة وآن الأوان لتصحيح المسار
سنعمل على تعظيم الناتج من الفدان والمتر المكعب من المياه
أكد الدكتور محسن البطران، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، أن اللجنة تضع ضمن أولوياتها في دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني العمل على رفع نسب الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب التغلب على التحديات التي تواجه الإنتاج الزراعي في مصر.
وقال البطران، في تصريحات لـ تحيا مصر عقب انتخابه رئيسًا للجنة، إن هناك فجوة واضحة بين الإنتاج والاستهلاك، إذ إن معدل الإنتاج السنوي أقل بكثير من معدل النمو في الاستهلاك، ما يؤدي إلى فجوة غذائية تُعوض بالاستيراد. وأضاف: "نسعى إلى تقليل هذه الفجوة عبر زيادة الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية".
وشدد رئيس لجنة الزراعة والري على أن اللجنة تعد من أهم لجان مجلس الشيوخ لما تمثله من ارتباط مباشر بقضيتي الأمن الغذائي والأمن المائي، وهما ركيزتان أساسيتان في الأمن القومي المصري. ولفت إلى أن الزيادة السكانية الكبيرة تقابلها مساحة محدودة من الأراضي الزراعية لا تتعدى 6.5 مليون فدان، بما يؤدي إلى تناقص مستمر في نصيب الفرد من الرقعة الزراعية.
وأشار البطران إلى أهمية القطاع الزراعي الذي يعيش فيه نحو 52% من سكان مصر في الريف، ويساهم بحوالي 15% من الناتج القومي، موضحًا أن النهوض به يتطلب معالجة مشكلات ندرة المياه، ومحدودية المساحة المنزرعة، وتفعيل دور البحث العلمي في تطوير الإنتاج.
كما دعا إلى إصلاح منظومة التقاوي والأسمدة وضبط أسعارها، مع تمكين القطاع الخاص من أداء دور فاعل في تنمية الأراضي الجديدة، إلى جانب تطوير التعاونيات الزراعية ودعم الفلاح الصغير عبر توفير الائتمان الزراعي ومستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة وضمان سعر عادل للمحاصيل لتشجيعه على التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية.
وأكد البطران أن إلغاء الدورة الزراعية كان له آثار سلبية كبيرة على القطاع، مشددًا على ضرورة إعادة النظر في هذا الملف. كما طرح فكرة الاستفادة من الميزة النسبية لبعض المحاصيل، قائلًا: "قد لا نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل، لكن يمكننا زراعة محاصيل تصديرية تدر عملة أجنبية تمكننا من استيراد ما نحتاجه".
واختتم رئيس اللجنة بالتأكيد على أهمية إدارة المياه بكفاءة وتعظيم صافي الناتج من الفدان والمتر المكعب من المياه، داعيًا إلى حوار وطني موسع يضم الفلاحين والقطاع الخاص ومراكز البحوث والجامعات لوضع رؤية شاملة تحقق الأمن الغذائي وتدعم الاقتصاد الوطني.




