منذ صدورها عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2018، تمثل سلسلة "ما" أحد أبرز المشاريع الثقافية التي تستهدف نشر الوعي العلمي والمعرفي بين الأجيال الجديدة، في زمن يشهد تراجعًا للنشر الورقي وارتفاعًا في أسعار الكتب، ماذا حققت سلسلة "ما" منذ صدورها، وما أبرز مستهدفاتها؛ هذا ما يكشفه رئيس السلسلة في حديثه لـ"الدستور".
فكرة المشروع وبداياته
الكاتب الصحفي محيي عبد الحي، رئيس تحرير السلسلة، أوضح في تصريح خاص لـ"الدستور" أن فكرة المشروع انطلقت من ملاحظته لتراجع الإقبال على الكتب بين الشباب، وتزايد الاعتماد على الإنترنت كمصدر رئيسي للمعلومات، رغم ما يحمله ذلك من تشتت وتضارب في المحتوى.
وأضاف: «كنت أشرف على مشروع الإدارة الثقافية، وقدمت دراسة خاصة حول فكرة النشر الورقي المبسط على غرار سلسلة "أقرأ" القديمة، بهدف تقديم المعرفة من خلال المتخصصين بأسلوب مبسط وسعر رمزي».
دعم من الهيئة المصرية العامة للكتاب
وأشار عبد الحي، إلى أن السلسلة حظيت منذ البداية بدعم كبير من الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة وقتها، الذي تبنى المشروع بحماس وشجع على إصدار الأعداد تباعًا، قائلًا: «كان يطلب مني إعداد أكثر من عدد في الوقت نفسه، إيمانًا منه بأهمية الفكرة».
57 عددًا من المعرفة.. وتحديات الطباعة
حتى الآن، بلغت إصدارات سلسلة "ما" نحو 57 عددًا تغطي مجالات متعددة من العلوم الإنسانية والفنون والآداب.
لكن مع ارتفاع تكاليف الطباعة خلال السنوات الأخيرة، ارتفع سعر العدد من 5 جنيهات إلى 10–15 جنيهًا، وهو ما وصفه عبد الحي بأنه "أمر غير محمود"، نظرًا لأن السلسلة موجهة أساسًا للنشء والطلاب.
أعداد جديدة في الطريق
كشف رئيس التحرير أن هناك 3 أعداد جاهزة للنشر و6 أخرى قيد الإعداد، ضمن مشروع متكامل يهدف لتغطية جميع فروع المعرفة الإنسانية، مع التوسع في فروع تخصصية مثل:«ما الشعر؟» – «ما الفن التشكيلي؟» – «ما الهوية البصرية؟»
تعاون مؤسسي وخطة للرقمنة
وأوضح عبد الحي، أن السلسلة ستتعاون مع وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والشباب والرياضة لتوزيع نسخ مجانية على الطلبة والشباب، مع خطة مستقبلية لرقمنة السلسلة وإتاحتها إلكترونيًا بتكلفة رمزية، لتصل إلى أوسع شريحة ممكنة من القراء.
نجاح في معارض الكتاب
وختم حديثه مشيرًا إلى أن السلسلة حققت نجاحًا لافتًا في معارض الكتاب، قائلًا: «قبل المعرض الماضي كانت "ما" من أكثر الإصدارات مبيعًا، وهو ما يؤكد أن القارئ الصغير ما زال يبحث عن المعرفة حين يجدها مبسطة ومقربة إليه».


















0 تعليق