على بعد خطوات قليلة من أهرامات الجيزة، تترقب مصر والعالم لحظة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة البشرية: افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM) يوم 1 نوفمبر 2025، هذا الصرح العملاق ليس مجرد متحف، بل أضخم متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، وهو يضع مصر في قلب السياحة الثقافية العالمية، متفوقًا على أعظم المتاحف مثل اللوفر الفرنسي في باريس.

صرح معماري استثنائي
المتحف المصري الكبير يغطي مساحة إجمالية تبلغ 500،000 متر مربع، منها 81،000 متر مربع مخصصة للعرض، أي أكثر من مساحة العرض في متحف اللوفر، التي تبلغ حوالي 72،735 متر مربع فقط.
تصميمه مستوحى من أشعة الشمس المنعكسة على أهرامات الجيزة، مع واجهات زجاجية مخروطية الشكل تجعل المتحف بمثابة هرم رابع عصري، يربط بين عبق الماضي وروعة الحاضر.
أما اللوفر، فيقع على ضفاف نهر السين في قلب باريس، بتصميم كلاسيكي تاريخي يمتد على مساحة إجمالية 210،000 متر مربع، وهو أقل من مساحة GEM الإجمالية بأكثر من ضعفين، ما يعطي المتحف المصري تفوقًا واضحًا في المساحة والقدرة على عرض المعروضات بشكل أكثر رحابة وتنظيمًا.

المعروضات: رحلة غامرة عبر التاريخ
المتحف المصري الكبير يعرض أكثر من 50،000 قطعة أثرية من أصل 100،000 محفوظة، أبرزها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، التي تضم 5،398 قطعة نادرة، إضافة إلى تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم ومركب الشمس للملك خوفو.
في المقابل، يعرض متحف اللوفر حوالي 35،000 قطعة من مجموع 615،797 قطعة محفوظة، هنا يكمن تفوق GEM: بينما يوزع اللوفر اهتمامه بين حضارات متعددة وفنون متنوعة، يقدم المتحف المصري الكبير تجربة شاملة ومتكاملة لحضارة واحدة، تسمح للزائر بالغوص في تفاصيل الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية لمصر القديمة.

التقنيات الحديثة وتجربة الزائر
المتحف المصري الكبير يعتمد على أحدث تقنيات العرض والحفظ، بما في ذلك الواقع الافتراضي، عروض ثلاثية الأبعاد، أنظمة تحكم في المناخ والإضاءة للحفاظ على القطع الثمينة، ومراكز بحث وترميم ومكتبة ضخمة.
يستطيع الزائر أن يختبر التجربة التاريخية بطريقة تفاعلية، ما يجعل GEM نموذجًا عالميًا لتكامل التراث والتكنولوجيا، متفوقًا على اللوفر الذي رغم تاريخه الطويل واعتماده على الفنون التقليدية في العرض، إلا أنه لا يركز على استخدام كل هذه التقنيات الحديثة بشكل متكامل مع عرض حضاري محدد.

المساحات والخدمات
المتحف المصري الكبير صمم ليستوعب الزوار بشكل مريح، مع مساحات واسعة للمعارض المؤقتة، حدائق خارجية مطلة على أهرامات الجيزة، ومرافق تعليمية وترفيهية، ما يجعل تجربة الزائر أكثر شمولية مقارنةً باللوفر، الذي يعاني في بعض الفترات من الاكتظاظ بسبب حدوده المعمارية القديمة.
من المتوقع أن يستقبل GEM حوالي 4 آلاف زائر يوميًا في المرحلة الأولى، بينما يستقبل اللوفر أكثر من 8 ملايين زائر سنويًا، إلا أن تجربة GEM أكثر تفاعلية وعمقًا، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بكل قطعة أثرية في جو رحب ومنظم.

التكلفة والاستثمار
تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير بلغت حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي، وهو مشروع قومي ضخم يعكس التزام مصر بالحفاظ على تراثها.
اللوفر، رغم أهميته التاريخية، لم يخضع لمثل هذا الاستثمار في السنوات الأخيرة بنفس التركيز على التجديد التكنولوجي وإعادة العرض بشكل مبتكر، مما يعطي GEM ميزة واضحة في كونه صرحًا عصريًا متفردًا من حيث التكنولوجيا والتصميم والخدمات.

ترقب عالمي واهتمام إعلامي
الافتتاح يحظى بتغطية إعلامية دولية واسعة، ويشارك فيه قادة عالميون وشخصيات بارزة، الإعلام الدولي وصف الحدث بأنه "لحظة إعادة اكتشاف الحضارة المصرية"، ويرى الخبراء أن GEM سيكون منافسًا قويًا لأشهر المتاحف العالمية مثل اللوفر، لكنه يتفرد بكونه أضخم وأحدث مركز لعرض حضارة واحدة بشكل متكامل.

الاحتفال الوطني والعالمي
تخطط الحكومة المصرية لجعل يوم السبت 1 نوفمبر 2025 إجازة رسمية، مع تنظيم فعاليات موسيقية وفنية وجولات تعريفية، إضافة إلى مؤتمرات دولية حول التاريخ المصري، هذا الحدث يعكس الفخر الوطني والترويج العالمي لمصر كوجهة ثقافية رائدة.

من الجدول الواضح أن المتحف المصري الكبير يتفوق على اللوفر في المساحة، عدد القطع، التركيز على حضارة واحدة، استخدام التقنيات الحديثة، وتجربة الزائر الشاملة، ما يجعله أحد أعظم المتاحف على مستوى العالم بلا منازع.
افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث وطني، بل لحظة عالمية تعكس عظمة الحضارة المصرية وقدرتها على المنافسة عالميًا في مجال المتاحف، إنه مشروع ضخم يجمع بين التراث والتكنولوجيا، التاريخ والحداثة، ويؤكد للعالم أن مصر تملك قلب الحضارة الإنسانية ومفتاح فهم التاريخ العريق.
مع كل قطعة أثرية تُعرض، وكل تقنية تُطبق، وكل زائر يتجول بين القاعات، يثبت GEM أنه الأكبر، الأحدث، والأكثر تميزًا على مستوى العالم، ويتفوق على أعظم متاحف العالم، بما في ذلك اللوفر الفرنسي، في رحلة لا تُنسى عبر الزمن.











0 تعليق