في مثل هذا اليوم، 26 أكتوبر، تحل ذكرى ميلاد المخرج محمد خان (1942 – 2016)، أحد أبرز رموز جيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية، الذي قدم عبر عدسته مزيجًا فريدًا من الحميمية والبساطة والصدق الفني، فكان مخرجًا يرى العالم بعين الإنسان العادي، وينقل تفاصيل الحياة اليومية إلى الشاشة بلغة صادقة تُشبه الواقع، ليترك وراءه إرثًا فنيًا نادرًا في السينما المصرية والعربية.
نشأ محمد خان في منزل مجاورٍ لدار سينما مزدوجة، يرى مقاعدها ولا يرى شاشتها، وكان ذلك المشهد الطفولي الغامض أول تماس له مع السحر السابع، إذ كان يقضي أيامه الأولى في متابعة الأفلام بشغف غريب، يجمع إعلاناتها من الصحف ويقتني صورها، دون أن يتخيل يومًا أن يصبح أحد أبرز من كتبوا وصنعوا الصورة في تاريخ السينما المصرية.
محمد خان والسينما الواقعية
ينتمي محمد خان إلى جيل السينما الواقعية الجديدة التي ظهرت في أواخر السبعينيات، مع مخرجين مثل عاطف الطيب وخيري بشارة وداود عبد السيد، جيل حاول أن يعيد الإنسان المصري إلى الشاشة بعد أن غيّبته الصياغات التجارية.
وخلال مسيرته، أخرج 21 فيلمًا، كتب بنفسه 12 منها، لتبقى أعماله مرآة للواقع المصري ووجعه وأحلامه ورغم انغماسه في هموم الواقع، فإن خان لم يكن بعيدًا عن الأدب، بل وجد في الرواية مساحة خصبة لتوسيع رؤيته الفنية، فقد استلهم أكثر من مرة أعمالًا أدبية عالمية، ليقدّمها في قالب مصري خالص.
الرغبة
من بين تلك التجارب فيلم "الرغبة" (1980)، المأخوذ عن رواية "جاتسبي العظيم" للكاتب الأمريكي سكوت فيتزجيرالد، والذي قام ببطولته نور الشريف ومديحة كامل.
وفي هذا العمل نقل محمد خان عالم الثراء والحب المفقود من ضفاف نيويورك إلى القاهرة، عبر قصة رجل الأعمال جابر الذي يعيش في وحدة فارهة بعد إصابته في حرب 1967، ليظل حبيس ماضيه القديم مع حبيبته السابقة "هالة".
خرج ولم يعد
أما فيلم "خرج ولم يعد" (1984)، فهو واحد من أجمل أفلام السينما المصرية الحديثة، مأخوذ عن رواية "براعم الربيع" للكاتب الإنجليزي ه. أ. بيتش، ويقدم فيه "خان" رحلة عطية الموظف البسيط (يحيى الفخراني) الذي يهرب من قسوة المدينة وضغوطها إلى الريف، ليكتشف معنى الجمال والبساطة والسكينة، وفي النهاية يختار البقاء في الريف.













0 تعليق