شهد جنوب لبنان، السبت، تصعيدًا جديدًا في وتيرة الضربات الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل شخصين في بلدتي حاروف والقليلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وقالت الوزارة في بيانها الأول إن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة حاروف بقضاء النبطية، أدت إلى سقوط قتيل وإصابة مواطن آخر بجروح.
وفي وقت لاحق، أكدت الوزارة أن غارة ثانية طالت دراجة نارية في بلدة القليلة بقضاء صور، وأسفرت عن مقتل شخص آخر.
وتشهد المناطق الجنوبية منذ أسابيع تصعيدًا متواصلًا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، في ظل اشتداد التوتر الإقليمي المحيط بجبهات غزة ولبنان وسوريا.
إسرائيل تعلن مقتل قيادي في "قوة الرضوان"
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارات، مؤكداً أنها استهدفت ما وصفه بـ"قيادات ميدانية في حزب الله".
وقال الناطق باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة "إكس"، إن القوات الإسرائيلية "قضت على زين العابدين حسين فتوني، وهو قيادي في الوحدة المضادة للدروع التابعة لقوة الرضوان"، مشيرًا إلى أنه كان يشارك في "محاولات لإعادة بناء بنى تحتية إرهابية في جنوب لبنان"، حسب تعبيره.
ويعد استهداف كوادر من وحدة "الرضوان" من أبرز المؤشرات على توسع نطاق الأهداف الإسرائيلية داخل العمق اللبناني خلال الأيام الأخيرة.
تصعيد متواصل منذ منتصف الأسبوع
وتأتي الغارات الجديدة بعد يوم واحد من مقتل شخصين في غارتين إسرائيليتين الجمعة على مناطق متفرقة في الجنوب.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الضربة الأولى استهدفت "مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة جبهة الجنوب التابعة لحزب الله"، بينما استهدفت الثانية "عنصراً كان يعمل على إعادة إعمار قدرات عسكرية مدمرة".
وفي غارات الخميس، قتل أربعة أشخاص بينهم امرأة مسنة في مناطق بجنوب وشرق البلاد، ما يرفع حصيلة القتلى اللبنانيين خلال ثلاثة أيام فقط إلى ثمانية أشخاص، معظمهم في مناطق خاضعة لنفوذ الحزب.
مخاوف من توسع رقعة المواجهة
يرى مراقبون أن تكثيف الغارات الإسرائيلية يعكس مرحلة جديدة من الضغط العسكري على حزب الله، بالتوازي مع العمليات الجارية في قطاع غزة.
ويخشى السكان في الجنوب من اتساع رقعة المواجهة وتحولها إلى صراع مفتوح، خاصة مع ازدياد الغارات الليلية التي تطال سيارات مدنية ودراجات نارية يشتبه في استخدامها من قبل عناصر الحزب.
في المقابل، يلتزم حزب الله الصمت حيال بعض الهجمات الأخيرة، مكتفيًا بالرد بقصف صاروخي محدود على مواقع إسرائيلية قرب الحدود، في مؤشر على استمرار حرب الاستنزاف دون انفجار شامل حتى الآن.
مع استمرار الغارات الإسرائيلية وارتفاع أعداد الضحايا، تتجه الأنظار إلى مساعي التهدئة الدبلوماسية التي تقودها أطراف إقليمية ودولية. غير أن الوقائع الميدانية تشير إلى أن الجنوب اللبناني يعيش أخطر مراحله منذ عام 2006، وسط ترقب لما إذا كانت هذه الضربات مقدمة لتصعيد أكبر أم فصل جديد من حرب الظل بين الطرفين.


















0 تعليق