أكد رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، أن القطاع يعيش أزمة إنسانية خانقة، مشيرًا إلى أن الاحتياجات الفعلية تتجاوز 6 آلاف شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية متطلبات أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
وأوضح الحية ضمن برنامج المقابلة الذي سيبث لاحقا على الجزيرة- أن الكمية الحالية التي تدخل عبر المعابر لا تتعدى جزءًا بسيطًا من المطلوب، مشددًا على أن الوضع الإنساني لم يشهد تحسنًا ملموسًا رغم الهدوء النسبي المعلن في بعض المناطق.
تعطيل إسرائيلي للمساعدات
اتهم الحية سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ"تعمد تعطيل دخول المساعدات"، موضحًا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "تتعامل مع المعابر وكأن الحرب ما زالت مستمرة"، ما يؤدي إلى عرقلة إدخال المواد الأساسية والدوائية والغذائية التي يحتاجها المدنيون بشكل عاجل.
وأضاف أن الاحتلال يفرض شروطًا معقدة وإجراءات تفتيش مطولة تؤدي إلى تلف بعض الشحنات وتأخر وصولها إلى مستحقيها، في وقت تتفاقم فيه معاناة آلاف الأسر النازحة في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
تحذير من انهيار إنساني شامل
وحذر الحية من أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي قد يقود إلى كارثة إنسانية شاملة داخل القطاع، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد الحاجة إلى مواد التدفئة والمأوى والغذاء.
وأشار إلى أن "الخروق المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق إدخال المساعدات تؤرق الناس وتعرض التفاهمات للانهيار"، مؤكداً أن المجتمع الدولي مطالب بممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال لفتح المعابر بشكل كامل ودون قيود.
دعوة الوسطاء للتحرك الفوري
ودعا الحية الوسطاء الإقليميين والدوليين إلى التدخل العاجل لتأمين تدفق المساعدات بالكمية المطلوبة، مبينًا أن "الرضا عن الوضع الإنساني الحالي معدوم تمامًا".
كما شدد على أن حركة حماس "منفتحة على أي جهد من شأنه إنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين"، داعيًا إلى تحييد الملف الإنساني عن أي خلافات سياسية أو أمنية.
تصريحات خليل الحية تعكس عمق الأزمة الإنسانية التي تضرب قطاع غزة منذ شهور، وتسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين الاحتياجات الفعلية وما يتم إدخاله فعليًا من مساعدات.
وبين بطء التحرك الدولي وتعقيدات الاحتلال، تبقى حياة الملايين في غزة في مهب الانتظار.


















0 تعليق