السلام صورة روحها بلدي مصر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 25/أكتوبر/2025 - 06:20 م 10/25/2025 6:20:38 PM

محاولات مصر لإحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط لا تعدلها محاولات الآخرين مجتمعين، هكذا بالورقة والقلم كما يقال، مصر كبيرة وتلعب دورها الكبير بصدق تام، لا بمقابل شخصى، إنما المقابل استقرار يشمل المنطقة بأسرها، ويتضمن بلادنا الطيبة، استقرار يسمح للدول أن تلتفت إلى أزماتها الداخلية، وتتحرك من أجل إنقاذ نفسها من انهيارات اقتصادية واجتماعية محتملة فى ظل تحولات جذرية وتغيرات متلاحقة فى البنية الجوهرية الكلية للعالم، تتسم بالقسوة مقدار ما تتوخى الاتحاد والتقدم، والمفروض ألا ينصهر فى منافعها من ينصهر، وألا يقاوم ضررها من يقاوم، إلا قويًا وغنيًا ومتماسكًا.
شغلت غزة مصر منذ بداية الأحداث اللاهبة هناك، الأحداث التى كلما تصورنا نهايتها بدأت عاصفة من جديد، فلسطين جارتنا التى أمنها أمننا الشرقى، وما زالت مصر تقدم كل المساعدات الإنسانية الممكنة للغزيين بالرغم من كل ما يعترضها من الموانع والمضايقات، ومن ذلك استضافتها مرضى القطاع المشتعل لمعالجتهم فى مشافيها، مصر انحازت إلى عدالة القضية الفلسطينية منذ الأزل، عدالتها التى تعنى حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره بدون وصاية، مصر القيادة والشعب، ولا نقبل ذرة تشكيك فى دورها المفهوم الواضح، وقد كان دورًا سلميًا بحتًا ولا يزال وسيظل؛ فبلدنا لا يحب الحرب ولا الاعتداء، وهو طبعًا قادر على الدفاع عن نفسه لو فكر باغ أيًا كان فى مس ترابه، فضلًا عن أطراف أصابعه، بسوء أو شر...
تستثمر مصر كل دعوة دولية تعزز دعوتها المستمرة إلى إلقاء السلاح وتبنى التفاهم، وصولًا إلى الطمأنينة التى لا تستقيم بغيرها الحياة، تقيم على أرضها قممًا ومؤتمرات تحتضن هذه الدعوات الإيجابية، ناظرة بعين الاعتبار إلى فوائد ترويجها، وآملة أن يكون دعمها مثمرًا ومؤثرًا، وداعمًا لها دعمًا مركبًا فى العمق؛ لأن الحالة السلمية حالتها السرمدية الثابتة كما سبقت الإشارة، هكذا كمؤتمرات كثيرة سابقة، وكالقمة الأخيرة التى انعقدت فى شرم الشيخ، بحضور الأمريكان المشاركين فى الدعوة وقادة العالم وزعمائه، وهى قمة تهدف إلى وضع اللمسات النهائية لإنهاء الحرب فى غزة. 
الموقف الإقليمى معقد تمامًا، تتحكم فيه توازنات دقيقة وحسابات متشابكة،
وحساسية اللحظة الراهنة تجعل الموقف يزداد تعقيدًا، ولكن بلدنا الأصيل المتحضر، بلد النيل والأهرام، لا يفقد الأمل فى غد يأتمنه الناس على أرواحهم وممتلكاتهم وشعورهم بالشرف والقيمة الشخصية، وحصول ما يستحقونه من احترام، يعمل بلدنا عملًا دءوبًا على إيقاع هذا الأمل، يعمل من أجل شروق الشمس ولا يغنى قاعدًا طالبا الشروق، أو هو يعمل ويغنى فى أثناء العمل حريصًا على وصول عمله بطريقة أخاذة ونفاذة، والمهم عدم فقدان الأمل ابتداء.
لقد فطن الكثير معتبرًا إلى كنهنا المكافح فى طريق الأمان الإقليمى ومن ثم الدولى، والمتسق مع نفسه الأمينة على قضاياها وقضايا أمتها والعالم تمام الاتساق، وليس التفاف الاتحاد الأوروبى حول مصر مؤخرًا سوى شكل من أشكال هذه الفطنة التى تؤكد نجاح مساعينا حتى يذعن العصاة إلى كلمتنا السلمية ذات الدلالة والثقل، وتهمد ألسنة النار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق