أعلنت الفصائل الفلسطينية، اليوم الجمعة، في بيان مشترك صدر عقب اجتماعات موسعة استضافتها القاهرة، عن اتفاق يقضي بتسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين "التكنوقراط"، في خطوة وُصفت بأنها تمهّد لمرحلة جديدة من التوافق الوطني وإنهاء الانقسام الداخلي.

وأكد بيان الفصائل الفلسطينية أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا يقوم على وحدة الكلمة ورفض جميع أشكال الضم والتهجير، داعيًا إلى الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية وتغليب المصلحة الوطنية العليا على الانقسامات السياسية.

تأكيد على تثبيت وقف إطلاق النار ورفع الحصار

وشددت الفصائل الفلسطينية على أهمية استمرار تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض منذ سنوات، وفتح جميع المعابر — وفي مقدمتها معبر رفح — أمام حركة الأفراد والبضائع.

كما دعت إلى إدخال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل، وبدء عملية إعمار شاملة تشمل البنية التحتية والمنازل والمنشآت التي تضررت خلال العدوان الأخير، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا إلى القطاع.

لجنة دولية لإعادة الإعمار

واتفقت الفصائل على تشكيل لجنة دولية للإشراف على تمويل وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني، وتحت إشراف حكومي ومؤسسي يضمن الشفافية وحسن توزيع الموارد.

ويأتي هذا الاتفاق في سياق المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة إعمار غزة وسحب السلاح منها، بعد دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، وسط مساعٍ أميركية ومصرية لتثبيت الهدنة ومنع انهيارها.

دعوة لقرار أممي حول قوات المراقبة

وأكد البيان المشترك على ضرورة استصدار قرار أممي لتشكيل قوات أممية مؤقتة تتولى مراقبة وقف إطلاق النار وضمان عدم تجدد المواجهات، مع استمرار العمل المشترك بين الفصائل لتوحيد الرؤى والمواقف في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.

شكر خاص لمصر والوسطاء

وفي ختام البيان، وجهت الفصائل الفلسطينية الشكر لمصر والوسطاء الدوليين على جهودهم المستمرة في دعم القضية الفلسطينية ورعاية جولات الحوار، التي أسفرت عن تقدم ملموس في مسار التفاهمات بين القوى الفلسطينية المختلفة.

وأكدت أن القاهرة ما زالت تلعب دورًا محوريًا في تثبيت التهدئة وإعادة إعمار غزة، بما يضمن أمن المنطقة واستقرارها، ويدعم تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.