قال الكاتب الصحفي عادل السنهوري، إن العلاقات المصرية الأوروبية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى بدايات القرن التاسع عشر حين استعانت مصر بالخبرات الأوروبية في تأسيس مؤسساتها الحديثة، مثل الجيش والصحة والتعليم، مشيرًا إلى أن التعاون بين الجانبين ظل قائمًا ومتطورًا عبر العصور.
وأوضح خلال مداخلة عبر إكسترا نيوز، أن أوروبا كانت دائمًا تولي اهتمامًا خاصًا بمصر باعتبارها قوة سياسية واقتصادية كبرى في الشرق الأوسط، وأن الحوار الجاد بين الجانبين بدأ يتبلور بشكل واضح منذ عام 2016، واستمر حتى إعلان المفوضية الأوروبية في مارس 2024 رفع مستوى الشراكة إلى شراكة استراتيجية شاملة، مع تخصيص حزمة دعم لمصر تتجاوز 7.6 مليار يورو.
وأشار إلى أن القمة المصرية الأوروبية الأخيرة تعد الأولى من نوعها، إذ جمعت زعماء 22 دولة أوروبية في لقاء يعقد لأول مرة مع دولة عربية أو إفريقية، وهو ما يعكس تقدير القارة العجوز لدور مصر المحوري ومكانتها السياسية والاقتصادية.
وأضاف أن الاحتفاء الأوروبي بالرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة كان لافتًا، حيث قوبل صعوده إلى المنصة بتصفيق حار من جميع القادة الأوروبيين، في مشهد يلخص احترامهم وتقديرهم لمصر ولدورها في تحقيق الاستقرار الإقليمي، كما نقلت وسائل الإعلام الأوروبية إجماعًا على أن الشراكة مع مصر ليست خيارًا بل ضرورة استراتيجية.
ولفت إلى أن البيان الختامي للقمة تضمن 23 بندًا تغطي مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري والتكنولوجي والبحث العلمي والاقتصاد الأخضر، مؤكدًا أن القمة لم تكن رمزية فقط، بل أثمرت عن توقيع ست اتفاقيات مهمة، من بينها اتفاقيات للدعم الاقتصادي ضمن الحزمة المالية الأوروبية حتى عام 2027، بقيمة إجمالية تبلغ 7.4 مليار يورو.
وأوضح أن هذه الشراكة تعود بالمنافع المتبادلة على الجانبين، إذ تمثل مصر بالنسبة لأوروبا بوابة الاستقرار والأمن جنوب المتوسط، مثلما تمثل أمريكا الشمالية بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن مصر كانت الدولة الوحيدة التي حافظت على استقرارها بعد 2013، كما نجحت منذ 2016 في وقف الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها، وهو إنجاز حظي بتقدير أوروبي واسع.
وفيما يتعلق بملف غزة، أكد السنهوري أن مصر تتحمل مسؤوليتها التاريخية والسياسية في إدارة هذا الملف الحساس، مشيرًا إلى أن اتفاق شرم الشيخ وما تلاه من تحركات مكثفة لرئيس المخابرات العامة يأتي ضمن جهود القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع إسرائيل من التملص من التزاماتها.
وأكد أن مصر لم تتوقف عن بذل جهودها السياسية والدبلوماسية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، مشددا على أن تثبيت وقف إطلاق النار يمثل أولوية وطنية لمصر، تمهد للانتقال إلى مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة.













0 تعليق