تسعى كبرى معامل تكرير النفط في الهند والصين إلى خفض وارداتها من النفط الروسي، وذلك في أعقاب التصعيد الحاد للعقوبات من جانب الإدارة لأمريكية.
عقوبات أمريكية جديدة على شركات النفط الروسية
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على اثنتين من أكبر شركات النفط الروسية (روسنفت، ولوك أويل)، في محاولة للتضييق على الكرملين والمستوردين الرئيسيين للنفط الروسي، الصين والهند.
ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن مسؤولين وموردين بارزين، قولهم إن أكبر مرافق تكرير النفط الخام في العالم في الهند والصين، شرعت في وقف معظم مشترياتها من النفط الخام الروسي.
وذكرت شركة "ريليانس إندستريز" الهندية أنها ستعيد معايرة وارداتها بما يتماشى مع التوجيهات الحكومية، في وقت ارتفعت فيه أسعار النفط الخام بأكثر من 5 في المائة بعد التدابير الأمريكية الجديدة التي اتُخذت ضد مجموعتي "روسنفط" و"لوك أويل" الروسيتين، وتردد صداها في أسواق الطاقة العالمية.
وأفاد مصدر مطلع على النقاشات الدائرة لـ"فاينانشيال تايمز" بأن شركة "ريليانس" ليس من المرجح أن تخاطر بأن تتعرض للعقاب من الولايات المتحدة، بعد صدور العقوبات الأمريكية مساء الأربعاء.
كما قال مصدر وثيق الصلة بأكبر شركات النفط الصينية المملوكة للدولة إن جميعها قد أوقف الشراء بعد فرض العقوبات الأمريكية، رغم أن معامل تكرير النفط المستقلة الأقل حجمًا ستواصل استيراد النفط الخام الروسي.
وطلبت بكين من العديد من الشركات النفطية الكبرى بإلغاء مشترياتها من النفط الروسي المنقول عبر البحار بعد العقوبات الأمريكية والأوروبية، حسب تصريح لمورد صيني يتعامل مع إحدى مجموعات النفط الصينية المملوكة للدولة، غير أنه قال إن التوقف ربما يكون موقتًا.
وقال أحد ممثلي منظمة "أوبك" للصحيفة البريطانية إن تكتل مصدري النفط سيكون على استعداد لزيادة الإمدادات إذا دعت الحاجة بحلول موعد الاجتماع الوزاري المقرر في أواخر نوفمبر- لكنه حذر من أنه حتى الآن "ليس هناك اتفاق أو نقاش رسمي" حول المسألة.
منذ اندلاع الحرب الشاملة في أوكرانيا في 2022، صارت الهند أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحرًا، فيما دفعت العقوبات مشترين آخرين خارج السوق.
انتقد ترامب بشدة نيودلهي لشرائها المفرط للنفط الروسي، وفرض عقوبات قاسية في محاولة لإقناعها بالتخلي عن تمرير الأموال إلى موسكو.
وتستقبل الصين والهند معًا ما يقرب من 80 في المائة من صادرات النفط الروسي، فيما يشكل النفط الخام والغاز الطبيعي نحو 25 في المائة من الميزانية الاتحادية لروسيا.
وتشير الصحيفة إلى أن نحو نصف واردات الصين من النفط الروسي تأتي عبر البحر، والبقية من خلال خطوط أنابيب فوق الأرض، التي يقول موردون إنها تكاد تكون أقل تعرضًا للعقوبات الأمريكية.
وفي ديسمبر الماضي، عززت شركة "ريليانس"، التي يسيطر عليها أغنى رجل في آسيا، الملياردير الهندي موكيش أمباني، من وضعها كأكبر منتفع من النفط الروسي الرخيص من خلال توقيع عقد مدته 10 سنوات لشراء ما يقرب من 500 ألف برميل يوميا من الخام من شركة "روسنفط".
لكن العقوبات الأمريكية الأخيرة تعني أن الشركات التي تشتري النفط الروسي تخاطر بفقدان قدرتها على الوصول إلى النظام المالي المقوم بالدولار.
وعلقت المحللة في شركة "آر بي سي" لأسواق رأس المال، هيليما كروفت، إن مثل هذه العقوبات الثانوية سوف "تجبر معامل التكرير، التي تعتمد على أسواق رأس المال الأمريكية، على البحث عن مصادر بديلة للإمدادات".
وتستورد الهند حوالي 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام الروسي، لتحل ثانيًا بعد الصين، التي تستورد ما يقرب من مليوني برميل يوميًا، معظمها عبر بنية أساسية من خطوط نقل النفط الخام.
وقال شخص مطلع على النقاشات بين نيودلهي ومعامل تكرير الخام المحلية، إن الحكومة الهندية طلبت بشكل خاص من الشركات، من بينها شركات مملوكة للدولة، للبدء في خفض واردات النفط الروسي.
وقال المحلل في مؤسسة "كبلر" في نيودلهي، سوميت ريتوليا، إن معظم معامل التكرير المملوكة للدولة مثل "إنديان أويل"، التي تستورد بكثافة من النفط الصيني عبر موردين طرف ثالث، لايزال تأثير ذلك الأمر محدودًا عليها.
لكنه أضاف "بالنسبة لريليانس، في ضوء الترتيبات المباشرة التي أبرمتها مع روسنفط، فإن مثل هذا التطور قد يبدي تأثيرًا في المنظور القصير، خصوصًا على صعيد الامتثال".
على مدار السنوات الثلاث الماضية، ظلت "ريليانس" أكبر منتفع من النفط الروسي، وكسبت ما يقرب من 6 مليارات دولار بسبب الأسعار المخفضة، حسب بيانات ومحللين من شركة "إنيرجي أسبكتس" الاستشارية.
وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن وزير النفط الهندي، وشركة "إنديان أويل"، المملوكة للدولة امتنعا عن الرد على مطالبها للتعليق على التقرير.












0 تعليق