مصطفى سليمان يقرأ "البدينة والفتي" في صالون ملتقى أوراق الثقافي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 23/أكتوبر/2025 - 09:23 م 10/23/2025 9:23:37 PM

مصطفي سليمان بمنتدي
مصطفي سليمان بمنتدي أوراق

 قرأ الكاتب القاص والروائي مصطفى سليمان، قصته والتي جاءت بعنوان "البدينة والفتى"، خلال فعاليات ندوة منتدى أوراق، الذي تقيمة جريدة "حرف" الثقافية بمؤسسة الدستور، تحت عنوان "أمسية قصصية"، ويديرها الناقد د. يسري عبدالله. 

ويشارك في الندوة الكاتب القاص والروائي مصطفى سليمان، الكاتب الروائي والسينارسيت محمد رفيع، الكاتبة القاصة هايدي فاروق، الكاتب الروائي طارق محرم. 

مقتطف من قصة "البدينة والفتى"

 الصباح لا يختلف عن الصباحات الماضية، العبيد يغسلون وجوههم الناشفة، ينظرون إلى الديكة، التي تنقر ذيل الليل الهارب، تتطلع عيونهم إلى بيت السيد، أمامه كلاب مستلقية في كسل بين اليقظة والغفوة، تراقب الطريق. السيد في فراشه يداعب نهديّ زوجه الممتلئين بينما الجواري النحيفات يحلبن أضرع البقرات السمان، تحمل أصغرهن قدح الحليب، تخلع نعليها أمام البيت، تصعد الدرج، تنقر الباب نقرًا خفيفًا، تقف زمنًا طويلًا، تؤلمها الذراعان النحيلان من ثقل القدح، يخفق قلبها، ترتعش يداها، خوفًا أن يسقط. محفورٌ في رأسها صراخ جارية، سقط القدح يومًا من يديها، فيربطها السيد إلى جذع النخلة، يضربها بسوطه حتى تفقد وعيها، بعد ليالٍ ألقاها العبيد إلى قارعة الطريق. يخرج السيد قبل أن ينزلق القدح من يديها، يجرع اللبن دفعة واحدةً، يتجشأ في وجهها، يذهب إلى الشرفة، يضع كاحليه على حافتها، يدخن سيجارًة، لحظات ثم يتبول غير مبال بمن يمر أسفلها. يهبط إلى الحديقة برفقة زوجه، التي ينادونها فيما بينهم بالبقرة الحلوب، تستلقي على العشب، تستمتع بشمس الضحى، تحدق في المساحات الخضراء، تحرسها الكلاب، العبيد لا يجرءون على المرور أمامها، حتمًا ستقفز السياج القصير، حتى يأتي السيد ببندقيته. في الظهيرة تراقبهم وهم يقطعون الأخشاب، الجواري تعصرن العنب بأقدامهن، كل شيء مألوف حتى الساعة الواحدة، بالتحديد الواحدة وخمس وعشرين دقيقة، يمر فتى من العبيد أمامها، تتأفف، تتنبح الكلاب، يحط الحمل عن كتفيه، يلتقط حجرًا، السيد يقهقه مرات ومرات، يجري كلب صوب الفتى، فيضربه بحجر، يسقط بين قدميه، تبكي كلبها، ينتفض السيد غضبًا، يجري الفتى فاتحًا صدره لهواءٍ جديد، يطارده الحرس وكلابهم. يأتي الليل مشبعًا بالقلق، تتوهج العيون من الانتظار، مع الفجر يرجع الحرس مجهدون، يخبرون السيد بفشلهم، يزداد غضبًا، يحطم الأشياء، يسألهم عن اسمه، يجيبه كبيرهم - العبيد لا أسماء لهم. 

أخبار ذات صلة

0 تعليق