تنطلق السبت المقبل أولى جلسات محاكمة المتهم الشهير إعلامياً بـ«طفل الدارك ويب»، أمام محكمة جنايات الإتجار بالبشر المنعقدة في مجمع محاكم وادي النطرون، برئاسة المستشار سامح عبد الحكم وعضوية المستشارين ياسر عكاشة المتناوي ومحمد مرعي ووائل مكرم، وأمانة سر أشرف حسن.
وتأتي هذه الجلسة بعد أن أحالت النيابة العامة طفل الدارك ويب المتهم علي الدين محمد الزيات، الطالب بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة مودرن أكاديمي بالكويت، إلى المحاكمة الجنائية بتهم ثقيلة تشمل القتل، والاتجار بالبشر، وهتك العرض، واستغلال ضحايا قُصّر عبر الإنترنت.
تفاصيل الجرائم وصدمات التحقيقات
كشفت التحقيقات أن المتهم طفل الدارك ويب، الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، استغل مواقع التواصل الاجتماعي، وأنشأ حسابات وهمية تحت أسماء مثل «علي خالد» و«كاسبر» و«محمد علي»، لاستقطاب ضحاياه من الأطفال والمراهقين بزعم حاجتهم لمتبرعين طبيين مقابل مبالغ مالية.
وأوضحت النيابة أن المتهم تواصل مع شركاء مجهولين عبر تطبيقات «فيديو كول» لتنفيذ جرائم هتك العرض والتصوير الإباحي والإتجار بالبشر، مستغلاً ضعف الضحايا وقلة حيلتهم.
كما استخدم مواد منومة وسرنجات طبية في تنفيذ جرائمه التي اقترنت بمحاولات قتل فاشلة لعدد من المجني عليهم.
تعدد القضايا وتورط شركاء جدد
شملت التحقيقات ثلاث جنايات رئيسية أرقام 20793 و20794 و20801 جنايات أول شبرا الخيمة لسنة 2024، تضم إلى جانب المتهم الرئيسي أربعة متهمين آخرين وهم: إسماعيل أحمد إسماعيل، ومينا نادي فوزي، وسيد صالح سيد، وسيد عبد الراضي محمد.
وتبين أن المجموعة كوّنت شبكة منظمة استدرجت الأطفال وأجرت لهم ما يشبه “فحوصات طبية وهمية”، قبل أن تقوم بتجريدهم من ملابسهم، وتصويرهم، وإعطائهم أقراصاً منومة، وحقنهم بمواد مخدرة في محاولات متكررة لإنهاء حياتهم.
استخدام التكنولوجيا في الجريمة والتواصل عبر الدارك ويب
بحسب التحقيقات، اعتمد المتهمون على التكنولوجيا في إدارة نشاطهم الإجرامي، حيث كانوا يتواصلون عبر “الدارك ويب” وتطبيقات التواصل المشفرة، ويحتفظ المتهم الرئيسي بالصور والفيديوهات على هاتفه الشخصي.
كما أمر شركاءه خلال البث المباشر بتنفيذ جرائم الاعتداء والتصوير، بهدف بيع تلك المواد عبر الشبكة المظلمة مقابل مبالغ مالية.
النيابة: وقائع وحشية تستغل براءة الطفولة
أكدت النيابة العامة في أمر الإحالة أن الوقائع تعكس استغلالاً بشعاً للأطفال واعتداءً صارخاً على القيم الإنسانية، مشيرة إلى أن المتهمين كوّنوا شبكة تهدف إلى الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال جنسياً ومادياً، مستخدمين أساليب التحايل والتخدير والعنف.
وتنتظر الأوساط القانونية والإعلامية أولى جلسات هذه القضية المثيرة التي أثارت الرأي العام، لما تتضمنه من تفاصيل صادمة حول “جرائم رقمية” تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والقانونية.
0 تعليق