قال أستاذ العلوم السياسية الأردني الحارث الحلالمة، إنه في ظل الحديث عن المخططات الجارية بشأن قطاع غزة لا يمكن الوثوق بالطرف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ نوايا إسرائيل تتجه نحو احتلال القطاع أو جزء منه، وفرض واقع جديد يقوم على تقسيم المناطق وفقًا للسيطرة الميدانية.
وأوضح الحلالمة في تصريحات خاصة لـ “الدستور” أن أي منطقة تخضع لحكم إسرائيلي ستحظى بإعادة إعمار وتطوير ورفاه اقتصادي، ومن غير المستبعد أن تكون الشركات الإسرائيلية هي من تدير اقتصاد هذه المناطق حتى لو في الخفاء، بينما ستبقى مناطق سيطرة حماس في دوامة الحصار والتضييق وحرمانها من أي أفق يسمح لها بالتطور.
وأضاف أن الهدف الإسرائيلي – الأمريكي المشترك هو خلق حالة من الانزعاج الشعبي داخل غزة ضد حماس، بما يؤدي إلى انقلاب داخلي عليها والتمهيد لجهة بديلة مقبولة إسرائيليًا.
وأشار الحلالمة إلى أن هناك رغبة أمريكية واضحة في إنجاح خطة ترامب بكافة مراحلها وعدم السماح لإسرائيل بإفشالها، وهو ما يجعل الضامن الأمريكي أداة لتنفيذ المخطط الأمريكي لإنقاذ غزة اقتصاديًا وتوفير حياة كريمة للفلسطينيين، لكن وفق الرؤية الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة.
وختم بالقول إن التخوف الأكبر يكمن في غياب إطار واضح لإدارة القطاع بعد حماس، وهو ما يفتح الباب أمام فرض إدارة بديلة موالية لإسرائيل تحت غطاء دولي واقتصادي إنساني.
وتأتي تصريحات أستاذ العلوم السياسية الأردني الحارث الحلالمة في ظل تصاعد الجدل الإقليمي والدولي حول مستقبل قطاع غزة بعد وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتكثف النقاش حول شكل الإدارة المقبلة للقطاع، خاصة مع تزايد التسريبات بشأن خطط إسرائيلية تهدف إلى فرض وقائع ميدانية جديدة.
وتزامن ذلك مع محاولات بعض الأطراف الغربية والعربية بلورة رؤية لإعادة الإعمار، وسط تخوفات من أن تستغل تل أبيب مرحلة ما بعد الحرب لفرض خريطة نفوذ جديدة، تعيد رسم حدود السيطرة الأمنية والاقتصادية داخل غزة.
ويرى العديد أن السياسات الإسرائيلية المعلنة بشأن “المناطق الآمنة” أو “الممرات الإنسانية” تحمل في طياتها توجهًا نحو تقسيم القطاع فعليًا بين مناطق خاضعة لإدارة فلسطينية وأخرى تخضع لنفوذ أمني أو اقتصادي إسرائيلي، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإعادة إطلاق العملية السياسية وفق حل الدولتين.
0 تعليق